ما أحوج الوطن لفيوض رحمات الله و غيثِه. تأخر المطر عامين و هو، لا البترول، عصبُ الحياة. فتكررت صلاة الاستسقاء. لكن المحزن ضعفُ تجاوب الناس، لِتَجهيلِهِم بدورها. و لا أدلَّ من نشر الصحفِ، موجِّهةِ الرأيِ، خبرها على استحياء. و لولا أنها تضمّنت مشاركةَ أمراء المناطق لربما اختفى الخبر تماماً. أما خطبةُ المفتي البليغةُ الموافقةُ لواقع الحال، فيحتاج البحث عن (بعض) مقتطفاتها مُكبّراتِ قراءةٍ، و لن تجدوها. فبعضُ الصحف اجتهد فاعتبرها من خطبه التي يُغفلُ نشرها. أَلَمْ يحذر من (معوقات الدعاء كأكل الربا و شرب الخمر و الكذب و الفساد و المعاملات الحرمة)، تماماً كما تساءل خطيبا الحرمين :(كيف نرجو قطر السماء و نحن مصرون على ذنوبنا، فالله لا يرضى امتلاءَ الآذان و الأعيُنِ بدعواتِ الفحش و انتشار التبرج و الاختلاط المحرم و علُوَّ أصوات الداعين للرذائل على الفضائل). كلامٌ لا يحب الغاوون سماعه. و يحذِّرون من إسماعه للآخرين. و كما يُحجبُ هذا الكلامُ النذير..سيُحجبُ القطر..و عسى ألَّا تُحجب في خضمِّه خيراتٌ أخرى كثيرة..فنكون من النادمين. Twitter:@mmshibani