تسليمُنا بقضاء الله لا يعني ترك مصيبة تمر دون بحثٍ في الاسباب لاستدراك أوجه القصور و التراخي من أيٍ كان، سواء جهة حكومية او خاصة، طالما بلغ الضرر الأرواح، و مؤهلٌ للتكرار في اية لحظة. و المؤتمن على ذلك هي الاجهزة الحكومية، المسؤولةُ عما يتبعها من قطاعات، و المرخّصةُ لما يمارسه القطاع الخاص من نشاط. التهمت النيران ظهر أمس مدرسة أهلية بجدة (تسع700 طالبة)، فأعادت للاذهان لمحةً من أوجه القصور الفادح في قطاع التعليم المهترئ علماً و ممارسةً و بيئةً مدرسية. ستُتَقاذَفُ الاتهاماتُ غداً بين الوزارة و الدفاع المدني و البلدية و مالك المدرسة و..و..الخ، ليتفرق الدم بين أطراف متعددة فلا يُحاسب أحد..و ستتكرر الحوادث لأن الكل أمِنَ العقوبة. المعلمات اللاتي توفين خرجن صباح أمس في سعادة لأداء واجبهن، فأعيدت كل واحدة لبيتها جثةً هامدة. و طالباتُ الابتدائي و المتوسط غادرن بيوتهن مشرقاتٍ ليوم جديد. و ما ظنَنّ و لا أهلهنّ أن الموت و النيران متربصةٌ ظهراً..مات من مات..احترق من احترق..تشوّه من تشوّه..و ستبقى آثار المصيبة فيهن و في أهلهن العمر كله. أتُجدي الشكوى لغير الله.؟.كلا..فلْتكُن له وحده..فهو نعم المولى و نعم النصير. Twitter: @mmshibani