تُنسبُ هذه (الحكمةُ) للرئيس السادات. عرضت عليه المخابراتُ مرشحين للوزارة مع معلومات وافية. فاستوقفه اسمٌ أُشير له بالنزاهة و الأمانة. فرد قائلاً :(وَسّخوه..و جيبوه). هي نظرية كثير من الرؤساء. طالما أن السلطةَ تمارس دوماً الكثير من المخالفات القانونية و الدينية، اختياراً أو ضرورةً، فلا يجوز أن تضمَّ مركبُها من تُناهضُ قِيَمُهُ أداءَها. لأنه سيتحول إما لمخالفةِ ما يُطلَبُ منه، أو بثِ الخوف لدى زملائه منه، أو الانفرادِ بشعبيةٍ خاصة، أو محاربةِ النظامِ من داخله بِمُستَمسكاتٍ تضره. المهم سيصبح (خطراً) على (انطلاقةِ) الجميع نحو مُراداتهم. و الحلُّ إما (إبعاده) أو (توسيخُه). فاختار السادات الأخيرةَ لحرصه على اجتذاب كفاءته. و إذا عسُر تحقيقُها على المخابرات (فلْيُستبعد). هذا توضيح مبسطٌ لنظرية (اختيار) الرؤساء مسؤوليهم، ليفهم المرءُ الأساس المقدمَ على الكفاءة. ربما كان مبالغةً إلصاقُها بالسادات وحده. لكنها واقع صاحبِ السلطة المفكّرِ بالاستحواذ عليها. و لا شك أن المنتفعين رسخوا ذلك المبدأ حمايةً لأنفسهم، رغم إيحائهم أنها حمايةٌ للنظام. صحيح أن السادات لم يظهر بعد موته عُشْرُ ما ظهر من فساد (مبارك) و بطانته. السبب أن كل معطَياتِ زماننا، من القمة للقاعدة، تتحول من السيئِ إلى الأسوأ..هكذا دواليك. فما كان (فساداً) يوماً يصبح (صلاحاً) إذا قورن بما تلاه أو سيَتْلوه..دوّامة. Twitter:@mmshibani