أعجبني أكثر من تعليق سواء في المدينة أو في صفحتي في الفيس بوك وتويتر على مقالي حول الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط بعنوان "رجل بأمة"، في 15/01/2012، حيث اجتمعت الآراء على أنه رجل لن يتكرر.. إن لم يكن رجل هذا القرن، كما قال "دعشوش".. كما تعجبت، بل لم أفهم، تعليق قارئ المدينة "ناصح أمين"، الذي رأى أنني أحسنت وأسأت في نفس الوقت؟! وقال: "ليتك يا عبدالعزيز ذكرت ضمن مقالك قصصا عن دعوة الشيخ في إفريقيا وركزت كلامك على عنوان مقالك دون التعريج على قدح أمثلة نادرة جدًا فهي في حكم المعدوم"، وبأن الشيخ السميط نفسه "ارتكب بعض الأخطاء في أول طريقه". وسألني "ناصح أمين" جزاه الله خيرا "توطين نفسك عند الكتابة وقراءة مقالك لتتأكد من خدمته للدين لا الإساءة إليه". وأقول لقارئي الكريم بأنني يا سيدي لم أذكر إلا محاسن الشيخ الجليل السميط، ونقلت ما جاء على لسانه في رسالته الخاصة لي. ولم أجد فيما كتبته قدحًا في أحد بعينه، بل بينت الفرق بين أسلوب الدعوة بالرفق واللين والحسنى وغير ذلك من الأساليب وفق ما جاء في رسالة الشيخ الجليل عبدالرحمن السميط الذي أسلم على يده ثمانية ملايين ونصف مليون شخص في المناطق التي يعمل بها في ثلاثين عامًا. وقد حضنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على الدعوة بالرفق واللين والحسنى. فعندما بعث معاذ -رضي الله عنه- إلى اليمن أخبره عن حال المدعوين الذين سيوجه لهم الدعوة، وأنهم أهل كتاب، وأمره أن يعرض الدعوة عليهم بالتدرج؛ لأنه لو طالبهم بالجميع في أول مرة لم يؤمن النفرة. قال تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (سورة النحل: 125). وهذا ما أكده الشيخ عبدالرحمن السميط في رسالته ونقلته عنه؟! وما كان إلا متبعًا أسلوب الترغيب والمقابلة أو المقارنة، وهو ما يعرف في الإنجليزية بال(Contrast)، الذي يعبر عنه بيت عربي مشهور يقول: "ضدان لما استجمعا حسنا.. والضد يظهر حسنه الضد". وأخيرًا.. رغم أنني أوافق ما ذهب إليه القارئ دعشوش حول تعليقات القارئ الكريم ناصح أمين، إلا أنني وجدت في أسلوب "دعشوش" حدة قد لا تتوافق مع ما يقول به، علمًا أن لكل رأيه الذي يجب أن نحترمه ونناقشه فيه بهدوء وروية. وإذا كان البعض ينتقد القارئ "ناصح أمين" على حدة قلمه وجفاف أسلوبه فالأولى ألا يعمد إلى نفس الأسلوب. علمًا بأنني أؤمن بأن أسلوب الشخص يعبر عنه ويُمثله، لذا من الصعب أن تفرض عليه أسلوب غير أسلوبه.. خاصة بعد عمر طويل قضاه على نفس النسق. وأذكر أنه كان حوار بيني وبين الصديق العزيز الدكتور هاشم عبده هاشم عندما كنت أكتب في جريدة عكاظ وكان هو رئيس تحريرها، قبل عودته إلى عكاظ مجددًا، حول مقال لي كان معجبا بفكرته إلا أنه رأى أنها تحتاج أن توضع أو تُقال بأسلوب آخر حتى يمكن "تمريرها"! فقلت له إنني إذا غيّرت أسلوبي بالطريقة التي يقولها فلن أكون عبدالعزيز الصويغ بل سأصبح هنا "هاشم عبده هاشم"؟! والغريب أن الدكتور هاشم اختط عندما كتب خارج عكاظ وبعيدًا عن رئاسة التحرير، أحيانًا، أسلوبًا اختلف كثيرا عنه في الفترة العكاظية؟! وأرى أنني قد أطلت بأكثر مما وطنت نفسي عليه في مقالاتي.. لذا، وكما قال الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل بعد إعلانه اعتزال الكتابة، "استئذان في الانصراف".. وإن كنت سأعود غدًا إن شاء الله في مقال آخر.