عندما كتبت أمس عن ( الأمن )، أنه (التاج) الواجب تقديمه على كل أمر، استشهد بعض القراء بأنظمةٍ اتخذته ذريعةً للبطش و الدكتاتورية، مع أن هذا ليس قصدي. كل ما في الحياة يمكن اتخاذه للخير أو الشر. السيارة (وسيلةٌ) تَقضي بها مصالحكَ، أو تقتل بها آخرين. و هكذا كل أمر، بما فيه (الأمن). و الخَلْطُ ذاتُه طال بعض المتابعين بعد استشهادي منذ أيام بالبحوث العلمية (لمؤتمر علماء اليمن) حول تحريم الخروج على الحاكم، إذ وجدت فيها طَرحاً جريئاً لم نَعتَده في رتابة فتاوانا. مع كوارث جيراننا أصبحنا مَعنيّين أولاً بما يحمينا خوفاً من العدوى، و ثانياً بما يَدرؤُ عنا احتمال مآلاتهم .. أنا مَعنِيٌّ بِإبِلي و للآخرين (أربابٌ) تَحميهم أو تُوديهم. هذه دعوةٌ للاستيقاظ.. فالجميع في سباتٍ عميق، ولا أستثني أحداً. ليس كل ما يُطرح فقهياً أو علمياً أو فكرياً، يُنظر إليه بِعيْنِ بطش الاسد وجرائم القذافي و فِتَنِ صالح. بلدنا لم يصل لمعاناة أولئك. لكن واجب الجميع تَحصينه فِكرياً و أمنياً من الشرر المتطاير هنا و هناك، و أن نُحسنَ الظن في حكامنا، و أن نوقن أن أعظم الشرور تُفتح بِانفلاتِ الأمن.. بعد انفلاتِ الفِكر. email: [email protected]