لا غِنى عن الاحتفال باليوم الوطني كجزءٍ من ترسيخ معاني المواطنة والانتماء. غير أن (الرتابَةَ الاحتفالية) السنوية المتكررة لم تعد كافية. لا بد من (تجديدٍ) يُصاحبها، في الطرح والتناول، يتماشى مع المتغيرات الموجعة العاصفة بالمنطقة والتي يغذّيها الجميع - بوعيٍ أو بدونه - بشعارات براقة (كالربيع - الديمقراطية - الحكم الرشيد.. الخ). لِئلا يقع الوطن في نتائج تلك (الأفخاخ) التي لن يتحقق منها شيءٌ بتلك الثورات، لا بد أن نقول: (لن يَصلُح شأنُ الوطن إلا بما صلُح به أوّلُه). لم يَبْنِ الملك عبدالعزيز - رحمه الله وجزاه عن المسلمين خير ما جزى راعٍ عن رعيته - بالثروة، بل كان في شَظَف. ولا بالمداهنة، بل بالاعتداد بدينه في كل محفل. لم يَنْجح وزراؤه وأعوانُه بغير التفاني والإخلاص لدينهم ثم مليكهم ووطنهم. لم يُؤسس دولتَه على ديمقراطيةٍ ليبيرالية، بل على حكم الشرع في الصغيرة والكبيرة. نختلف ونتفق. فالاختلاف طبيعة البشر. لكن الأجمل أن المؤيدين والمعارضين والمختلفين.. كلُّهم ما زالوا يَلْهجون بصدق كلمةً واحدةً (الله لا يُغيّر علينا). ما أجملها كلمة.. لأنها حقاً في محلّها. email: [email protected]