فضيلة العالم الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله (1308 1392ه ) هو احد علماء بلادنا الأوائل ممن عرفوا بالعطاء الواسع في عدة مجالات فقد عرفته هذه البلاد وأهلها عالماً بالعلوم الشرعية ومربياً فاضلاً ومحدثاً بارعاً وخطيباً مفوهاً وخاصة في الحرمين الشريفين مكةالمكرمة والمدينة المنورة كأول إمام وخطيب للمسجد الحرام كما انه كان أستاذاً في الحرم الشريف وأستاذاً ومديراً لمدرسة دار الحديث المكية التي شارك في تأسيسها مع الشيخ عبد الظاهر أبو السمح عام 1352ه و خرجت الكثير من العلماء والمحدثين والمفكرين والأدباء ورجال الدولة . واعترافاً بدوره ومسيرته المباركة وأثاره العلمية وبعد مضي أكثر من ثلاثين عاماً على رحيله فقد قامت جامعة أم القرى وضمن برنامجها لتكريم روادمكةالمكرمة من العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء بتكريم فضيلته بتاريخ 12/ 11 /1427ه وعقدت ندوة خاصة عن عالمنا الجليل تحدث فيها بعض أبنائه يتقدمهم ابنه الأستاذ عبد الرزاق وحفيدته وكوكبة من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة . كما أن فضيلته رحمه الله ترك العديد من المؤلفات المرجعية مثل كتاب الصلاة الذي جمع فيه كل ما يتعلق بالصلاة إلى جانب العديد من الرسائل العلمية والكتب التي نشرها بعد تصحيحها والتعليق عليها أو التي نشرها وأعاد نشرها ابنه عبد الرزاق . وقد أحسن الأستاذ بدار الحديث بمكة محمد بن احمد سيد صنعاً عندما اخرج لنا كتابه المرجعي الهام عن الشيخ العلامة محمد عبد الرزاق حمزة الذي قدم له معالي الشيخ عبدا لوهاب أبو سليمان وتناول سيرة عالمنا وعلمه ومكانته وجهوده الدعوية . ومن المجالات التي كانت تلقى لدى فضيلته رحمه الله اهتماماً كبيراً اهتمامه بعلم الفلك فقبل ما يزيد على (60) عاماً كان فضيلته قد نشر على صفحات هذه الجريدة (البلاد ) بعضاً من علمه ومعارفه في علم الفلك الذي درسه بعمق وأراد ترجمة ما تعلمه فعلاً على ارض الواقع بإقامة أول مرصد فلكي خاص بمكةالمكرمة بعد أن بذل في سبيل ذلك الكثير من الجهود وزار العديد من المراصد الفلكية في الدول المجاورة واحضر العديد من الأجهزة والمعدات الفلكية اللازمة لذلك بتكرم ودعم من جلالة الملك الراحل سعود بن عبد العزيز رحمه الله وكان حريصاً على أن ينطلق من جوار البيت الحرام أول مرصد فلكي رسمي يعنى برصد حركة الكوكب والأجرام السماوية وإجراء عمليات الحسابات الفلكية وتحديد مطالع الشهور وخاصة شهري رمضان والحج إلا أن الوقت لم يمهله طويلاً ليرى حقيقة حلمه على ارض الواقع ولتبقى معظم هذه الأجهزة المستورة من الولاياتالمتحدةالأمريكية مجرد تحف أثرية لدى ابنه الشيخ عبدا لرزاق محمد حمزة التي يحتفظ بها كذكرى غالية لطموح عالم عامل بعلمه ,فهل نرى مجدداً إحياء لهذا المشروع الذي أصبح لا غنى عنه في عالم اليوم وبعد هذا التقدم الهائل في العلوم والتكنولوجيا الحديثة . وليس لنا إلا الدعاء لحمزة دعاء جزاه عند خير محاسب عليه سلام الله ما لاح بارق وما طلعت في الليل زهر الكواكب(1) رحم الله عالمنا الجليل رحمة واسعة وجزاه عنا وعن ما قدم للإسلام والمسلمين من جهد وعلم خير الجزاء والثواب 00وهذا علمي والسلام . (1) من قصيدة لشاعر طيبة الشيخ محمد ضياء الدين الصابوني .