كان العلاَّمة الشيخ علىبن حسين المالكي (سيبويه زمانه، وسكاكي أوانه) رحمه الله أحد المدرسين بالحرم الحرام (في التفسير وفي الحديث) له عدة أصناف من العلوم يدرِّسها بمنزله بمكةالمكرمة، ولكل علم طلابه ولكل علم وقته (الفقه، التفسير، الحديث، النحو، البيان، البديع). وكان السيد عبدالله صدقة دحلان يدِّرس بالحرم علم الفلك وعلم المنطق ولكل علم روَّاده، وانقطع تدريس بعض العلوم بموت اساتذتها وبقيت علوم (الفقه والتفسير والحديث) والحمد لله وبنعمته تتم الصالحات.. فوجئت عشية تكريم إمام الحرمين المحدث الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة رحمه الله بجامعة أم القرى وتشرفت بدعوة الجامعة وحضرت، وفوجئت بأن فضيلته كان من جهابذة علماء الفلك، وان جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لما عرف ذلك أمر بجلب مرصدٍ متكامل (من مصر ومن غيرها) للاستفادة من علمه في هذا المجال الحيوي وكان ينوي اقامته بعلو جبل ابي قبيس ولكن المنية عاجلته وبقيت الآليات لدى أولاده، وحضر الاحتفالية ابناؤه (اللواء متقاعد عبدالحليم، وسعادة الاستاذ عبدالرزاق بارك الله في حياتهما) وعرضت أجهزة المرصد على الشاشة ليشاهد الجميع، وعرفت فيما بعد ان سعادة أمين عام دارة الملك عبدالعزيز طلب من الاستاذ عبدالرزاق أن تكون تلك الأجهزة بالدار ليشاهدها العموم ولكن الاستاذ عبدالرزاق آثر أن تبقى هذه الآليات بمكة (ولم يسلمها للدارة) وقبل حوالي عامين قرأت بالصحف انعقاد مؤتمر لعلماء الفلك بالكويت دعي إليه حضرة الفقيه الشيخ عبدالله المصلح وسعادة الابن د. خالد عبيد ظفر (من السعودية) وانهما اخذا مكانهما بين المتحدثين في علم الفلك، وكنت أود مقابلة الابن د. خالد ظفر المتخصص في الجراحة وخاصة في تحزيم المعدة، وحضرت بمنزل الوجيه (وجيه مكة) الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه في ليلة الاربعاء (مجلس التذكير) وكان المتحدث تلك الأمسية الابن د. خالد ظفر واستمعت اليه كغيري ممن حضروا تلك الأمسية، وفوجئت ليلتها ان الضيف يتكلم في علم الفلك كلام العلماء والعارفين، والمفاجأة الثانية أن سعادة الشيخ عبدالرحمن يسأل المحاضر اسئلة تتعلق بصلب علم الفلك والدكتور خالد يجيب باجابات علمية أدهشت من سمعها (السائل والمجيب) وسألت الابن عبدالقادر بن الشيخ عبدالرحمن فقيه من أين لوالدك هذه الاسئلة في هذا العلم فذكر لي انه يعرف مما يعرف أن والده مهتم بعلم الفلك وانه يجتمع عندما يكون في الخارج بمن يهتمون بهذا العلم ويأخذ ويعطي معهم حوله، وقريبا جدا قبل شهرين كانت عشية الثلاثاء مجلس التذكير بمقر مرصد النيروني على خط مكةجدة حضرها من يحضرون مجلس التذكير وأدار الجلسة الابن د. محمد حسين عبدالعزيز بسيوني وكان المتحدثون ثلاثة شبان وكانت ليلة من ليالي العمر، وجيء باجهزة المرصد المتنقل وشاهد الحضور الزهرة وعطارد ونجوم وكواكب أخرى والله ذو الفضل العظيم. وفيما كان يعتزم سعادة الشيخ عبدالرحمن فقيه إقامة مرصد بمكةالمكرمة جاء اقتراح أحدهم (الأولى دعم مرصد النيروني القائم بمكةالمكرمة بجلب أجهزة حديثة في عالم الفلك فاستحسن سعادته الفكرة وسيأخذ في أسباب سدّ النقص بدعم المركز القائم بجلب أحدث الأجهزة ليواكب المراصد العالمية إن شاء الله) (ولا غرابة فهو عاشق التطوير وشكر أهالي مكة لابن مكة البار بها وبأهلها).