** كنت ذات مساء.. ضيفاً على (صديق) في منزله بمناسبة ما.. بعد السلام والكلام والترحيب المباح! ** أدخلني جزاه الله خيراً الى غرفة في منزله.. اقصد شقته (المستأجرة) فهو فقير لا يملك منزلاً. ** حاله كحالي وحال (الكثيرين) ممن أفنوا أعمارهم دون مردود مادي.. والشكوى لله.. أقول: ** ادخلني المذكور الى غرفة 4×4 متر لكنني لاحظت ان في صدر هذه الغرفة ركنا مملوءاً (بالكتب) الملونة والمغلفة تغليفاً مبهرا.. وهي: * اي هذه الكتب بين دينية واجتماعية وغيرها احسست (كعادتي) بالفرح وقلت ما شاء الله (مكتبة) عامرة.. واردفت.. ** اكيد قد قرأتها كاملة او ربما اكثرها وربما ايضا الاولاد كذلك.. فنحن كما تفهم في عصر (المعرفة) التي تتبعك وأنت في مكانك.. اينما كنت! ** لكنه -سامحه الله- ألجمني حجراً قائلاً: على مهلك على مهلك لا تفرح.. انه (ديكور) ملون واردف ضاحكا وربما متألماً إذا أحسنا الظن. ** لا أنا قرأت شيئا منها.. إلا النذر اليسير لعدم الفراغ.. فنحن في عصر لاهث يتطاير الشرر من كل جوانبه.. واردف ممتعضاً: ** لا اظن ان الاولاد وعددهم كثير.. وبعضهم ثانوي وجامعي.. قد قرأوا شيئاً مع الأسف.. فهم حريصون على تتبع (الرياضة) واخبار الرياضيين.. واضاف على فكرة أنت ألا تشجع (احد الفرق) وتصفق سراً لبعض الرياضيين أم أنني كما عهدتك -خائبا- متفرغ لقراءة نجوم السماء واصحاب العاهات النفسية. ** وقتها ضحكت في سري وسكت متألماً وسألت: كيف يجمع احدنا (مجموعة) من الكتب ويضعها جانباً من أجل البهرجة أو من أجل الادعاء بأنه واع وفاهم وعلى حسن خلاق! ** وتلك (مشكلة) أزلية يرتكس فيها مجموعة من البشر يأكلون ويشربون و.. يلبسون احسن الموديلات.. لكنهم للأسف تجدهم لا يقرأون بتمعن وبالتالي لا يفهمون! ** وكنت ذات جمعة مباركة في أحد المساجد.. وكان يومها.. تقام لعبة (كورة) لاحدى الفرق ذات الشعبية.. والأمام (الخطيب) واقف مرتجلاً خطبة عصماء عن التاريخ القديم فصال وجال!! ** لكن الكثير من الحضور واغلبهم من الشباب تركوا الخطيب وخطبته فخرجوا مسرعين.. لأنهم سمعوا (مسجدا) آخر تقام فيه الصلاة وخطيبنا المحترم لم ينته من الخطبة الاولى فخرجوا مسرعين. ** شيء مؤسف اليس كذلك ومحزن وربما يدعو اما للبكاء او الضحك الهستيري. ** لكنني لاحظت على ارنبة صديقي (نظارة طبية) قلت بود لا ترهق عينيك من كثرة القراءة فلنفسك اقصد عينيك حق.. ولعقلك متسع من اللهو والترفيه. ** لكنه (عفا الله عنه وعنا) قال: آه.. النظارة انها من الغبار فشوارعنا ممتلئة بالهباب والغبار والدكتور امرنا بذلك. ** قلت وأنا أكاد ان ابكي.. غبار يا رجل وصدرك وعقلك وفهمك ووعيك ما تركت لهم؟ ** اجل نحن نحتاط من الغبار الجسدي ولا نحتاط من الغبار الذي يعشوشب على الصدور والنفوس فالله لطيف بعباده.. ومنه التوفيق ** يا أمان الخائفين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة ت: 6318504