منذ مدة ليست ببعيدة كنت أشاهد بحزن وذهول أخبار (الكوارث) المدمرة والزلازل المنهكة والفيضانات المهلكة. قلت لنفسي وحديثي مع (النفس) مرهق ومتعب لكن كما يقولون لابد مما لابد منه.. ايضاً لا فرار من المشاهدة (المخيفة). ذلك لأن النفس تتمنى دوماً أن ترى وتسمع كل شيء جميل وذا بهجة وحبور لان حياتنا الآن أقصد نحن (الفقراء) ومن في حكمهم يعيشون حياتهم وكلها ألم وفاقة وضنك حياة. والذي يقرأ القرآن الكريم بإسهاب وتمعن يجد أن الله (جل شأنه) قص علينا كخلق من خلقه.. كيف عاش فوق ارض (الله) الواسعة قبائل ودول. وهؤلاء الناس.. حينما تكرم عليهم الخالق العظيم بأنواع من النعيم الذي لا أول له ولا آخر. لكن الله أرسل رسلاً وأنبياء وصالحين وقال للكل أحذروا.. واعتبروا.. ومعنى الحذر أن نعترف بأننا مهما أعطينا من قوة ومال ومفكرين وعباقرة.. لكن البعض حين شبع وكانت أموره ميسرة ظن هذا البعض انه القوي وقوته تفوق كل شيء وانه عبقري.. وعبقريته تطغى على كل شيء. فأختار البعض وجمح حين تسلط عليه الشيطان ووسوس له وأوهمه بأنه شكل ثاني وحاجة ثانية وعنده من القوة والعبقرية فقفز فوق الحقائق والوقائع فاستبد وطغى دون وعي ولا رشاد. وكلنا قرأ ما جاء به القرآن.. وما ذكرهم من شعوب وقبائل كيف ساروا؟ وكيف انتهجوا؟ وكيف ضاعت عقولهم واغترت نفوسهم وسفسطوا في المعاني وما أكثر السفسطات التي ينتهجها البعض. آسف تلك خواطر خطرت على بالي أنا شاهد بالصوت والصورة التي ملأت كل الأعمال التي شيدت المشاريع التي انشئت! وربما يكون هذا مقدراً ومكتوباً وتلك هي الحياة لا تبقى وهذا ناموسها. وتلك حقائقها.. اذا ضحكت يوماً لك.. حتماً ستبكيك يوماً ولا راد لمشيئته. ومن منا من لم يفرح ويمشي فوق الارض مكرماً وبهجة وحبوراً ومن منا من بكى واغتنم وتعب وقرف من هذه الحياة يكلم نفسه.. ويرفع صوته بالأنين ويمد يده او كلتا اياديه ملوحاً بالألم والحسرة. وتلك هي الحياة وهذه الديار القريبة والبعيدة كيف شيدت وازدهرت وتحدث عنها الناس وكتب عنها الكاتبون والمؤرخون. مفاجأة مهندسة فاجأني أخي الأستاذ احمد المهندس بشيء لم أكن أتوقعه لاسيما أن الأيام فرقتنا اكثر من ثلاثين عاما يااااه مدة طويلة. شكراً يا عزيزي على هديتك الثمينة.. أقصد كتبك التي صاغها يراعك.. لك فائق التحية وأدام (قلمك) على الدوام مبشراً بالخير والعطاء.