يذكر حينما نأتي على سيرة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز. يذكر حينما نجح في تحويل أرامكو إلى شركة بترولية سعودية محضة. يذكر حينما تم تأسيس جامعة البترول والمعادن. يذكر حينما قامت "بترومين". يذكر حينما نجا من الموت في الطائرة التي اختطفها كارلوس. كما كان يذكر أثناء فترة عمله وزيراً للبترول في المملكة يذكر أيضاً حينما ترك العمل الحكومي، فقد أنشأ مؤسسة اليماني الثقافية الخيرية فانخرط في خدمة الفكر والثقافة والتاريخ والشريعة الإسلامية بكل ما أوتي من قوة واندفاع. كانت مؤسسة اليماني الثقافية الخيرية هي الأم العظيمة التي أنجبت "مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي" التي تعمل في البحث عن المخطوطات الإسلامية وتحقيقها ونشرها، كما أنجبت مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية الذي يسعى إلى إحياء فقه مقاصد الشريعة تيسيراً للاجتهاد وتجديداً للفقه الإسلامي وتوسيعاً للآفاق العلمية أمام طلاب العلم، ثم أنجبت موسوعة مكة والمدينة التي تهدف إلى إبراز وتوثيق الدور الديني والثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والحضاري لكل من المدينتين المقدستين منذ نشأتهما حتى الوقت الحاضر، وأنجبت أخيراً جائزة محمد حسن فقي للشعر والشعراء. لم تقتصر أعماله على دعم المنتجات الفكرية، بل كان رمزاً من أكبر رموز الأعمال الإنسانية في بلادنا حيث فتح قلبه ومد يده لتشجيع ومؤازرة المفكرين والمثقفين والكُتَّاب الصحفيين في اللحظات الحرجة من حياتهم فأرسل ومازال يرسل المرضى منهم إلى أحدث المشافي العالمية لمعالجتهم، وقد كنت واحداً منهم وواحداً ممن يكنون له المحبة والتقدير، لعلكم عرفتموه، إنه معالي الشيخ أحمد زكي يماني.