استقبلت الأوساط العلمية في المملكة قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء المجمع الفقهي السعودي بترحابٍ بالغ، باعتباره إضافةً جديدة لتطوير المؤسسة العلمية والشرعية في المملكة، وتوسيعاً لدور هيئة كبار العلماء، ومنحها مزيداً من الدعم، لتتمكن من ممارسة دورها بقدر أكبر من التسهيلات والإمكانات. ويرى الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم الدكتور خالد الشايع أن فكرة إنشاء المجمع تعكس المنهجية التي يتبعها الملك من جهة متابعته للحراك الثقافي والنشاط العلمي في المملكة حتى تكونت لديه هذه الرغبة كما تبين في الأمر الملكي، موضحاً أن الغرض منها هو تطوير للهيئة وتوسيع لمهامها ودورها في المملكة وفي العالم الإسلامي. ويشير الشايع إلى أن المجمع سيكون تحت اشراف هيئة كبار العلماء، "وهي مرجعية قوية بالنظر لما تحظى به من التقدير محلياً ودولياً، نلحظ أن هذا المجمع يراد له أن يكون سعودياً فهو مجمع فقهي وطني، كما يراد به أن يكون ملتقىً حضارياً، تطرح من خلاله الآراء والاجتهادات الفقهية ضمن منظومة الضوابط العلمية التي يدركها أهل العلم". ويتوقع الشايع للمجمع أن يكون ملغياً للانفعالات والآراء التشددية التي تنشأ عادةً في بيئة الإقصاء،" كما أن المجمع سيكون بمثابة معهد لإعداد القيادات العلمية ولصقل وتكوين العلماء القادرين على مواكبة المستجدات الفقهية المعاصرة". ويضيف: "من شأن المجمع أن يخفف العبء على هيئة كبار العلماء، فنحن ندرك أن الهيئة واللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء تسابق الوقت للإجابة عن استفتاءات المفتين في السعودية وفي العالم الاسلامي، فتوزيع المهام وتقسيم الأدوار سيسهمان في نتاج علمي هائل". ويشير الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي والمحكم القضائي لدى وزارة العدل البروفيسور حسن سفر إلى أن للأمر الملكي بإنشاء المجمع دلالات عدة، "ذلك أن المجمع المنتطر يختلف في أهدافه عن المجامع الأخرى، لأنه ينظر في النوازل الفقهية المتعددة بالنسبة للمملكة ومسائل الفتوى والنظر فيها من حيث مقاصد الشريعة الإسلامية، وما يلائم ظروف وبيئة المملكة كونها بلاد الحرمين ومهبط الوحي، وتضم اشرف المقدسات". ويضيف: "سيكون له صدى كبير في أوساط العلماء والفقهاء، وسيكون اشعاعاً علمياً وفكرياً بالنسبة للعالم الاسلامي والعربي، والآمال معقودة عليه بالنظر إلى ما سيؤول إليه من طرح لقضايا معاصرة يتطلع الناس فيها الى الرأي الفقهي العصراني والتنويري الذي يخدم الامة وشعب المملكة". وأوضح سفر أن من المتوقع أن يكون المجمع مستقلاً، ويكون له أعضاء متفرغون، يدرسون المسائل المتعددة، ويقدم الخبراء لهم ما يدعم رأيهم القائم على المقاصد الشرعية". وحول أهميته قال سفر: "هو ضرورة ملحة لكي لا تتزاحم التخصصات فإنشاء مجمع مستقل، يناقش قضايا مهمة، خصوصاً ما يتعلق بالمقدسات الإسلامية وقضايا الحج والعمرة، تحتاج إلى رأي فقهي في تسهيل وتيسير على الناس، وتساعد ولي الأمر في مجمل القضايا على اتخاذ القرار المناسب".