يلاحظ، منذ سنين عديدة، كثرة السكان عندنا، ليس فقط مقارنة بمعدلات النمو السكاني في الدول المتقدمة ..بل و مع المعدلات "العالمية" بعامة..بل، وهو الأهم، مقارنةً بالموارد البيئية والزراعية و البقع المحدودة القابلة فعلاً للتواجد السكاني، ناهيك عن ضآلة مختلف المرافق الترفيهية والمطلوبة للحياة "النوعية"، مثل صيانة الطرق السليمة و الطرقات الجميلة، و الحدائق العامة، و الفصول الدراسية المتخمة، ومواقف السيارات، و مواعيد العيادات الطبية، و أسِرّة و حجرات المشفيات. ومع كل هذا، وبخاصة بعد تتالي الطفرات النفطية، فإننا نلاحظ التوجه العام للأسف الشديد عندنا فيما يشبه التسابق في كثرة الزواجات و ترادفها، و اصبحنا مبدعين في اختراع انواع و انواع من الزواجات و المزواجيات (تجمع عندي ما وصل الى 10 أنواع، بدءاً بالمسيار و المسفار و المصياف...)، مما يساهم بوضوح بمعدلات عالية في تفاقم المشكلة السكانية التي هي اصلاً متخمة. (معدل النمو السكاني في الدول المتقدمة: 0.8%؛ و في العالم بعامة: 2.5.%؛ أما عندنا فيبلغ و يزيد عن 3.5%!). و كان البنك الدولي في تقرير له في بداية سبعينات القرن الماضي و مع خطة التنمية السعودية الأولى، قد قرع جرسَ الانذار و نبّه الى ارتفاع نسبة النمو السكاني تلك. و لكن، و مع تدفق انتاج النفط و خاصة مع تدفق ريعه المتزايد (من دولار واحد و ثلث للبرميل في أوائل سبعينات القرن العشرين ..الى 18 في اواخر ثمانيناته، و لفترة معينة -قبيل حوالي السنة- وصل الى 170، ثم عاد يراوح ال70 مؤخراً).. فلقد دخلنا في سبات عميق، و طفقنا نواصل الافتراض(الضعيف جداً) بأن "الفلوس" تحل كل شيء. ولم تفعل. ولن. وفيما يخص التزاوج، فتجد عندنا ان ليس من النادر تكراره و تعدده؛ و بالطبيعة يؤدي ذلك التكرار الى كثرة "التظريب" / التناسل المفرط، و ينتج عن ذلك..بالطبيعة.. انتماءُ 8 أو 10 او حتى 12طفلاً لكل "أب"، مما لا يسهل معه احياناً حتى تذكره اسمائهم! ..ناهيك تتبع الوضع الشخصي او النفسي عند هذا الطفل او ذاك؛ او تحسس وضعه الصحي عن كثب؛ او النتائج الدراسية لهذا او هذه او ذاك او تلك. عميدسابق في جامعة البترول..السعودية [email protected]