في مقالة الأسبوع الماضي ذكرت إن إقالة مدرب منتخبنا لكرة القدم ذكرتني بالمثل الشعبي المكي القديم « احتارت المقينة في الوجه الغلس » والمقينة يطلق على المرأة التي كانت تتولى تزيين العروس في ليلة دخلتها في مكةالمكرمة في قديم الزمان وذلك في منزل العروس وقبل ظهور « الكوافيرات ». وقد تعرض مدرب منتخب كرة القدم المقال لحملات من بعض محرري الصفحات الرياضية والتي كانت من مسامير نعش المدرب، بسبب عدم اختياره للاعب أو لاعبين من الفرق التي يميلون إليها . فهل نضحي بالوطن من أجل خاطر هذا اللاعب أو ذاك ؟ لذا لا ينبغي أن نحمل المدرب المسؤولية، فاللاعبون يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، وإلى متى نلقي تبعات خسائر المنتخب على المدرب ؟ فما علاقة المدرب ببرود اللاعبين ؟ وما علاقته بالفرص السهلة التي ضاعت بمنتهى البرود ؟ وماذا يفعل أمام التمريرات المقطوعة ؟ ففي حالة الفوز يمتدح اللاعبون، والعكس عند الخسارة حيث نلقي اللوم على المدرب ونجعله كبش فداء وما يجعلنا نستغرب المستوى الضعيف الذي يلعب به المنتخب الحالي؛ وكأنهم يلعبون تمريناً وليست مباراة رسمية باسم الوطن . وكأنى بهم لا يشاهدون المنتخبات الأخرى ويتعلمون منهم القتال في الميدان بروح وطنية عالية مثلما يقوم به اللاعبون الآخرون الذين لا يقارنون بما يتحصل عليه أفراد منتخبنا الوطني من عوائد مالية ومميزات في المنتخبات الأخرى . ولم يفعل مدرب الطوارئ الوطني الذي يتولى المهمة للمرة الرابعة خلال العقد الأخير أي شيء . فهؤلاء اللاعبين الباردين بسبب التعالي والغرور ؟ خسروا في نهائيات كأس العالم؛ وخسر بشرف المنتخب الرديف المكون من الشباب من الجيل الجديد، وتعثر عواجيز المنتخب في مباراته الأولى والثانية والثالثة في نهائيات كأس آسيا فالمنتخب خرج من البطولة بعد المباراة الثانية . وبعد نهاية مباريات الجولة الثانية لمجموعته . وسيبدأ المشوار من جديد وبالطرائق والوسائل المعتادة، ثم يتم اختيار مدرب أجنبي آخر، وهكذا . فالعلة يا سادة ليست في المدربين بل في اللاعبين، فقد حان الوقت لمحاسبة اللاعبين، فإلى متى يتغير المدرب ويبقى اللاعبون ؟ وينبغي ألا نبحث عن رضى اللاعبين والتجاوز عن أخطائهم بدلاً من مساءلتهم، وأن يتقرر استمرار اللاعب في ناديه من عدمه وفق عطائه في المنتخب الوطني؛ لأن أغلبهم لاعبو أندية وليسوا لاعبي منتخب، ولأن الأندية تغريهم بالمال لبذل العطاء فالعلة في «الاحتراف» الذي لم يطبق مثلما هو مطبق في الدول الأخرى.، فما يدفعه المنتخب لهم لا يقارن بما يدفعه النادي لهم فالذي يهمهم النجاح في النادي. فاللاعب الذي يخفق في أغلب المباريات ينبغي أن يستبعد من المنتخب ويقلل من قيمة احترافه ومرتبه في ناديه، حتى يتم تحفيز مثل هذا اللاعب للإحساس بالوطنية، فنحن لا نشك في حب لاعبي المنتخب لوطنهم، ولكن المشكلة في أن هذا الحب أصبح شعوراً لا معنى له مقابل حب النادي . الحل لا يملكه الاتحاد السعودي ولا المدرب الأساس ولا مدرب الطوارئ، فالحل بيد اللاعبين وحدهم الذي يمكنهم أن يعيدوا للمنتخب هيبته وهويته وإدخال الفرح في قلوب جماهيرهم، وينبغي أن نهتم بالفئات السنية والاهتمام بالنشء وإنشاء أكاديميات حكومية فهي السبيل لعودة منتخبنا للمجد الكروي وخروج الكرة السعودية من أزمتها، و «المقينية » أي المدرب لا يتحمل المسؤولية كاملة بل أن النسبة الكبرى يتحملها اللاعبون. قبسة: إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح. [ إرنست همنغواي ] مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335