ذكرتني إقالة مدرب منتخب كرة القدم الوطني عقب خسارة المنتخب في المباراة الأولى من كأس آسيا بمثل شعبي مكاوي قديم يقول : «احتارت المقينة في الوجه الغلس !! » وبتحريف مني لا يفقد المثل المعنى المراد منه؛ قلت : «ماذا تستطيع أن تفعل المقينة في الوجه الغلس!!» والمقينة كان يطلقها قدامى أهل مكةالمكرمة على من كانت تعتني بتجميل العروس ليلة دخلتها؛ والمعنى أن تلك «المقينة» تحتار في كيفية تجميل العروس غير الجميلة، وكيف لها أن تفعل من أجل تجميل العروس لعريسها !! فالمشكلة ليست من «المقينة» بل في العروس؛ وهذا هو حال منتخبنا فالمدرب احتار مع اللاعبين الذين افتقد أداؤهم للروح القتالية، واتسمت تحركاتهم بالبرود والتعالي والغرور !! وتأكيداً لذلك خسارة المنتخب في المباراة الثانية بعد إشراف مدرب الطوارئ ولم يستطيع الفريق الفوز أو حتى التعادل بعد الهدف الذي جاء بسبب تقدم حارس المنتخب !! تقول الإحصائيات الصحفية أن (43) مدرباً أشرفوا على المنتخب الوطني منذ (44) عاماً، أي بواقع (1) مدرب كل عام تقريباً!! وربما يكون المنتخب الوطني هو الوحيد في العالم الذي يحمل سجلاً حافلاً بإقالة مدربه في أثناء البطولات؛ وهذا يعني أن برامجنا فعلاً هشة ولا تستند إلى رؤية واضحة أو تخطيط مدروس يعملان على تطوير المستوى الفني للمنتخب؛ بل هي تجارب على بعض اللاعبين الذي يتم اختيارهم وفق الأهواء وليس للكفاءة الفنية التي تؤهلهم للانخراط في الفريق الذي يمثل المجتمع والبلاد !! وقد أرجع محللون ما يحدث للمنتخب الوطني من تراجع كبير في المستوى في السنوات الأخيرة بعد سيطرة مطلقة على كرة القارة إلى خلل بسبب إشراف (8) مدربين عليه في السنوات العشر الأخيرة، وهناك من يدعي أن المنتخب الوطني لم ينخفض مستواه، ولكن كرة القدم في البلدان الأخرى تشهد تطوراً مطرداً، وهذا يعني أن منتخبنا « مكانك سر » والمنتخبات الأخرى تتطور !! ولابد أن هناك أسباباً أخرى تحتاج إلى معالجة، ولذلك فلا عجب أن يستمر تدهور المنتخب وتواضع نتائجه وتراجع ترتيبه العربي والعالمي !! قبسة : اللي شافته القرعة تشوفه أم الشعور ! مثل شعبي مكاوي مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335