أكد لاعب النادي الأهلي الدولي السابق عبدالعزيز عمر الشهير ب«صمدو»، أن خروج المنتخب السعودي من الدور الأول في بطولة كأس آسيا ليس مستغرباً في ظل الاستعداد غير الجيد وقال: «كنا متشائمين من سوء الاستعداد، والاختيار غير الموفق للاعبين، في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من اسم موجود ذي كفاءة فنية عالية لم يتم اختياره، إضافة إلى الاحتراف الخاطئ الذي أضر كثيراً بمستوى اللاعب السعودي، بعكس ما كنا نطمح إليه، فاللاعب أصبح تفكيره مادياً، ولا يهمه الشعار الذي يرتديه»، وأضاف: «الأندية هي من ساعد اللاعب المحترف الحالي في ذلك الأمر الخاطئ، لأنها تريد لاعبين يحقّقون بطولة في أسرع وقت، وللأسف اللاعب السعودي استغل هذا الاحتراف بشكل سلبي، فالسهر إلى ما بعد الفجر، وعدم الاهتمام بنتظيم أوقاته ومواعيده، أسهما بشكل كبير في هبوط مستوى اللاعب، وما حصل في الدوحة ضربة موجعة في تاريخ الكرة السعودية، ويجب على المسؤولين الآن الاستعداد الجيد، بإحضار مدير فني كبير تُترك له حرية الاختيار، من دون التدخل في عمله، ليعود المنتخب الأول إلى وضعه الطبيعي كبطل لا يقارن، وهذا ما نتمناه». من جهته، وصف مدير الكرة في النادي الأهلي سابقاً عبيد ملحان، مشاركة المنتخب السعودي في النهائيات الآسيوية ب«المخجلة» وقال: «كنا مرشحين لتحقيق اللقب أو حتى المنافسة، ولكن ما حصل يعتبر مهزلة لاعبين، ومن قبلهم مدير فني لم يقدم ما يشفع له بالبقاء، ولا تدريب منتخب بحجم المنتخب السعودي وسمعته القارية، وما كان يعمل فيه هو عبث فقط لا غير، على رغم كل الإمكانات المتوافرة له، والملاحظ في تشكيلة المنتخب في الدوحة، أن المجاملات كانت موجودة في اختيار اللاعبين، وبعضهم وجدوا لتأهيلهم من الإصابة وعلاجهم، وهذا أساء كثيراً لأداء المنتخب، وكنا نتمنى ألا نرى المجاملات في تشكيلة منتخب الوطن، وما حصل كان مجاملة واضحة والجميع شاهدها، وأتمنى من المسؤولين في إدارة المنتخب أن يكون لهم رأي في اختيار اللاعبين، إضافة الى التدخل في طريقة المدير الفني إذا رأوا أن الوضع غير مقنع، بدلاً من المتابعة فقط، خصوصاً إذا كان المدرب يفعل أشياء غريبة في عالم الكرة». أكّد رئيس نادي الوحدة السابق والخبير الرياضي عبدالوهاب صبان، أن خروج المنتخب السعودي من الدور الأول في كأس آسيا، جاء نتيجة طبيعية للخلل الواضح في منظومة العمل في الأندية السعودية، وفي عملية عقود الاحتراف الباهظة، التي جعلت اللاعبين السعوديين يشعرون وكأنهم وصلوا لدرجة النضج الفني كما يحدث لبقية اللاعبين في الدوريات الكروية المتقدمة، وأضاف ل«الحياة»: «المسألة ليست في تشكيل لجان تطويرية من الخبراء والأسماء البارزة، وليست في المدربين أو الإداريين، إنما في منظومة العمل في الأندية السعودية ذاتها، فهل لاعبونا المحترفون هم محترفون حقيقيون؟ ومن وجهة نظري أن سقف العقود الخيالية ومبالغ الانتقال الخرافية هي من أضرت بالكرة السعودية، وجعلتها تظهر بهذا الشكل المحزن في كأس آسيا، ونحن نمر بأزمة حقيقية ستلقي بظلالها على الكرة السعودية في الأعوام المقبلة ما لم يكن هناك تدخل عاجل من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل لوضع حد معقول وسقف منطقي لعقود الانتقال في الأندية السعودية، ولا يتم تجاوزها مهما كان مستوى اللاعب وحجم نجوميته في ناديه ومنتخب بلاده». وعن تأثير الأجهزة الفنية في مسيرة «الأخضر» الآسيوية قال صبان: «للمدرب البرتغالي بيسيرو دور كبير في خروج المنتخب السعودي، وإقالته كانت خطوة لتصحيح المسار وتحفيز اللاعبين من الناحية النفسية، بعدما نجحت الخطوة ذاتها في كأس آسيا 2000 في لبنان، ولكن هذه المرة الخلل كان كبيراً، والمنتخبات المنافسة تطورت كثيراً، لذا فشلت خطوة التصحيح وتلقينا ثلاث خسائر مؤلمة، جعلتنا نودع البطولة من الدور الأول من دون تسجيل نقطة واحدة و8 أهداف في شباكنا، وأداء ضعيف كان أشبه بالصدمة الكبيرة لكل أنصار وعشاق ومحبي المنتخب في كل مكان». بينما أرجع المدرب الوطني، عادل الثقفي أسباب الانتكاسة الفنية للمنتخب السعودي الأول إلى سوء الإعداد، واعتبر ما قدمه لاعبو «الأخضر» أخيراً في الدوحة لم يكن مفاجئاً قياساً على ذلك الإعداد، وقال: «أعتقد أن الأمور متعددة، واللاعبون والمنتخب السعودي بصفة عامة هم ضحيتها، وأنظمة الاحتراف المعمول بها ونظام المسابقات أسهما في تدهور الكرة السعودية في الآونة الأخيرة، فضلاً عن وجود أصوات أعلى من أصوات النقاد الذين تهمهم مصلحة الكرة السعودية من دون النظر لمصلحة الأندية، وأطالب بأن يحاسب كل من أوكلت له مسؤوليات في المنتخب». وتمنى الثقفي أن تكون المرحلة الحالية ما بعد الخروج من البطولة الآسيوية استراحة محارب، وأن تترك أمور استعادة توهج الكرة في السعودية إلى الأمير نواف بن فيصل بن فهد، مشيراً إلى أنه من الواجب التزام الهدوء في المرحلة الحالية والتفكير بعقلانية ليكون التخطيط أفضل وذو انتاجية مفيدة، وأضاف: «للأسف أن بعض الإعلاميين لا يفقهون في كرة القدم وتجدهم ينظرون وكلامهم لا فائدة منه وعليهم أن يصمتوا ويدعوا إدارة الرياضة لأهلها ولمسؤوليها، فهم قادرون على تجاوز المرحلة والكفاءات موجودة متى ما استغلت بشكل جيد». ومن جانبه، قال مهاجم الوحدة السابق، عبدالله خوقير: «الإعلام الرياضي في السعودية يتحمل 75 في المئة من تدهور الرياضة السعودية بتأثيراته التي تنظر بعيون الأندية لا لمصلحة كرة الوطن، سواءً في الاحتراف ورفع قيمة اللاعبين بالمزايدات والتعصب وإشعال المشكلات بين الأندية، وكذلك فيما يتعلق بجانب انتقال اللاعبين والتأثير على المسابقات المحلية، فتلك الأمور كافة أثرت وانعكست سلباً على اللاعبين بشكل خاص والمنتخب السعودي بشكل عام، فبالأمس يجاملون واليوم ينتقدون، وأخشى أن يستمر هذا التأثير في السنوات المقبلة، فعندما كان الإعلام الرياضي السعودي متزناً وموضوعياً لا ينظر إلا لمصلحة الكرة السعودية، استطاعت رياضتنا تحقق الكثير من الإنجازات». وأضاف خوقير: «لاعبو المنتخب السعودي تأثروا بالهالة الإعلامية وخلق التنافس غير الإيجابي بينهم وبين أنديتهم، وفي اعتقادي أن العلاج يكمن في اتفاق الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام لرسم ووضع سياسة رياضية معينة تهدف لمصلحة الوطن قبل مصلحة الأندية، فالإعلام الرياضي يجب أن يسير في خط متوازٍ مع الاستراتيجيات والأهداف التي ينشهدها الاتحاد السعودي لكرة القدم، حتى تتحقق تطلعات الجماهير الرياضية ويعود المنتخب كما كان».