فوجئت برئيس تحرير الرياض والمدير العام يطلبان سرعة توفير «مترجمين» من رابطة العالم الاسلامي أو من أي جهة لصدور موافقة الوزارة بتكليف الصحيفة بأصدار ملاحق بلغات « الأردو والفرنسي» للحج.. وكنت مديراً لمكتب الصحيفة في مكةالمكرمة، كان ذلك في نهاية شهر شوال, أول ذو القعدة من عام 1405ه تقريبا ورغم انني مرتبط بعمل رسمي في الفترة الصباحية في إدارة مدرسة ولعدم وجود محررين في المكتب عداي واداري واحد هو الزميل حامد علي حامد اعطيت موافقة على امكانية ترجمة الاخبار والمناسبات والتغطيات للغات الصادرة الى جانب العدد اليومي .. اضافة لما يترجم من مواد في المركز الرئيسي في الرياض عن المملكة وخدماتها وماوصلت إليه من تطور. من الرابطة اتصلت بصديقي الاستاذ محمد أحمد الحساني وسألته عن امكانية تعاون مترجمين لهذه اللغات من الرابطة خاصة وقد ابلغني رئيس التحرير بتوفر امكانية دفع اي مكافأة يطلبونها وفعلاً تم اختيار اثنان من الرابطة استعدا للحضور الى المكتب يوميا بل والصعود - معنا الى عرفات ومنى للترجمة الفورية للاخبار وكنت أكتب الخبر للعدد اليومي وفوراً تتم ترجمته للاردو والفرنسي وأقوم ببعثه عبر الفاكس للمركز الرئيسي في الرياض ووجدت من المترجمين حماسا واستعدادا لم اتوقعه في الترجمة والالتزام بالحضور حتى إنتهاء أيام الحج وكنا نشرف على توزيع الملاحق في مكةالمكرمة لأنها اعدت اصلا للحجاج المتحدثين بهذه اللغات بل كانت تصلنا أعداد من الاصدارات مع العدد اليومي في مكةوعرفات ومنى وبشكل يومي مع موزع الصحيفة. محمد أبا حسين تلك الفترة كان نواب رئيس التحرير الزملاء محمد الحجلان يرحمه الله وزميلنا القدير الخلوق محمد أبا حسين الذي ترأس صحيفة الجزيرة عقب مغادرته الرياض ومن الزملاء تلك الفترة سلطان البازعي - هاني وفا - سليمان العصيمي - سعد الحميدين - محمد رضا نصرالله - سالم الغامدي .. إلا أن الزميل محمد أبا حسين كان أكثر الزملاء الذين تابعوا معنا وبشكل يومي وعلى مدار الساعة. بعث المواد المترجمة من مكة والمشاعر للمركز الرئيسي وبالكم الذي يصدر العدد إضافة لعبض المواد الموجودة لديهم في المركز الرئيسي لكن الاعتماد كان بنسبة كبيرة على مايصل من مكتب مكة خاصة والعمل الاخباري تلك الفترة كان عن الحج وجهود الدولة في خدمة ضيوف الرحمن ومتابعة جولات الامراء والوزراء وكبار المسؤولين التي كانت تتم على مدار الساعة استعدادا ليوم عرفات لذلك كان التوجه الى مكةالمكرمة . العمل الكبير كان العمل أكبر مما كنت اتصور لكن لا يمكن الا اتمام المهمة ولا يمكن الا مواصلة الليل بالنهار فنحن امام مسؤولية بعث اخبار يومية عن ما يحدث في مكةالمكرمة عن الحج للعدد اليومي وترجمة ذلك في نفس الوقت للعددين الاردو والفرنسي بمساعدة الاخوة من الرابطة والتنسيق مع « المركز الرئيسي « وحاجتهم من الصفحات اضافة الى لما اعد منهم للاصدارين. اللقاءات بعد مرور أيام وجدت أن « المعضلة - في اللقاءات والمقابلات والتقارير وليست في الاخبار التي تتم ترجمتها بسرعة وفي وقت قصير لذلك كنت اطلب من الأخوة ترجمة « المقابلة» ثم اقرأها معهم لأرى هل تمت الترجمة بحرفية أم أن هناك أخطاء يتم تداركها قبل بعث المادة للنشر وهو الأمر الذي كلفنا الكثير من الوقت والجهد والخوف من الوقوع في الخطأ ونقل معلومة أو رقم غير صحيح والمسألة قبل كل شيء تحتاج إلى أمانة صدق المعلومة. نجاح المهمة بفضل من الله تمت المهمة بنجاح وصدرت الاعداد بشكل يومي بل أن الكم الذي كنا نبعث به يوميا يفيض عن حاجة العدد الذي صدر في حجم «التابلوين» وكنا نوزع العد مع العدد اليومي وللادارات والوزارات للوقوف على جهد واهتمام الصحيفة الى جانب توزيعه على الحجاج المتحدثين بهذه اللغات والذين اجرينا معهم بعض الحوارات وتم نشرها بعد ترجمتها من الأخوة الذين رافقوني في المشاعر خاصة مترجم الاردو ولازالت احتفظ ببعض الأوراق ذكرى لتلك الفترة والاجراءات التي سبقت التجربة وخطابات الصحيفة .. وقد وددت إيراد ذلك ضمن ذكريات العمل الصحفي ليقف زملاء اليوم على ماكنا نقدمه في أيام لم يدخل الجوال والنت وجهاز الصور للصحف وقد كنا نبعث بالصور عن طريق «الطائرات» من جدة رسالة يومية أن كان العائد المادي لايساوي شيء مما كنا نبذله لكنه العمل الصحفي الذي يأخذ ولا يعطي لبعض من عملوا فيه..