لا أشك لحظة واحدة في أنّ الاحتفاء بعيد الوطن فعل النبلاء من الرجال والنساء، فالأوطان أغلى ما يحافظ عليه البشر الاسوياء، فلا يعرف قدر الوطن إلا من أشرب قلبه حبه، فامتزج هذا الحب بكل خلاياه، وجرى منه مجرى الدم في الشرايين، وعيد وطننا يحمل في ثناياه أجمل ذكرى ليوم مجيد أعلن فيه توحيد أرض الوطن، وأصبح له فيه كيان نفخر به نحن مواطنيه، ونحمي بكل ما نمتلك وحدته، ونرى أن اي استهداف لوحدتنا الوطنية هو عداء سافر لهذا الوطن قيادة وشعباً وارضاً، فهي الخط الأحمر الذي كل من حاول أن يتجاوزه علم بالضرورة انه مقتص منه لا محالة، لذا فنحن في هذه المناسبة نذكر العابثين بوحدتنا الوطنية بأية صورة من الصور، وسواء اكانت طائفية أم سياسية منحرفة، ألبسوها أردية دين أو دنيا هم مدركون بيقين أن أبناء هذا الوطن كلهم ضدهم، فالاختلاف أياً كانت صورته قد يكون مقبولاً إلا أن يكون مستهدفاً وحدة الوطن وأهله، فهو حينئذ لا يكون اختلافاً، وإنما عداء سافر للوطن والمواطنين، ومن حقنا أن ندافع عن مكاسب الوطن وسنامها هذه الوحدة الوطنية التي تحققت في 17-5-1351ه الموافق 19-9-1932م، حينما اعلن هذا الكيان الذي ضم غالب اراضي الجزيرة العربية وغالب سكانها، واجتمع شمل أهله، بعد أن اشتركوا جميعا في التضحية بدمائهم وارواحهم لتتحقق هذه الوحدة المرغوبة، وهؤلاء المحرضون على ايقاد الفتن باسم الدين، إنما هم اعداء لانفسهم قبل أن يكونوا للوطن أعداء، ولكنهم يغفلون عن أن أي اذى للوطن يتسببون فيه سيواجه بعزم وحزم وبأشد العقوبة، فوحدة الوطن وأهله أهم مكاسبنا الوطنية ولا نفرط فيها أبداً، فهل يدرك هؤلاء هذا فيكفون عن عبثهم، ام أنهم سيواصلون هذا العبث حتى يثيروا غضب المواطنين، ويلقوا جزاءهم الرادع، الذي لا أظنه بعيداً أن توالى هذا العبث، فتوالي الذنوب يقرب العقوبة على أشد ما تكون شرعاً وعقلاً، فلعلهم يدركون هذا فينجون وتنجو وحدتنا منهم فهو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043