حينما يتعرض الوطن للخطر فالمواطنون يقفون صفا واحدا في مواجهته، ايا كانت انتماءاتهم المذهبية او الطائفية او الفكرية، فالوطن فوق كل الاختلافات، ومن يظن أن التعصب لمذهبه الديني أو تياره الفكري يمنعه من ان يشارك بفاعلية في الدفاع عن الوطن، ولو باستنكار العدوان عليه حين وقوعه، فإنه يثبت انه لا يستحق العيش على أرضه، فما استحق العيش على أرضه والتمتع بخيراته إلا من كان له وفيا، وعليه حريصاً، وعنه مدافعاً، يضحى من أجله بالنفس والنفيس، ويبذل من أجله الجهد كله، ليرتقي وتبقى وحدته صامدة في وجه اعتى الاحداث خطورة، ذلك أن أغلى إنجاز للوطن تحقق وحدة ترابه واجتماع أهله، وتعايشهم في ظل هذا الكيان الشامخ، واليوم وقد تعرض الوطن لخطر، هو بإذن الله زائل لا محالة، والنصر فيه على شراذم المتسللين محقق ولا شك، فإنك تعجب لمن يثير الاختلافات بين أبناء الوطن من كل نوع، ويتخذ من الحدث مناسبة لاتهام من يختلفون معه في أي شأن بالتقاعس عن نصرة الوطن، أو أن يعلن ان موقفهم يعود إلى مذاهبهم وتمسكهم بمواقف تياراتهم، فالوطنيون حقا يا سادتي هم من يتناسون كل اختلاف أو خلاف عند وقوع الحادث الجلل، الذي يمس الوطن وأهله، لا هؤلاء الذين استوطن اذهانهم الاشتغال دوماً باختلافات حقيقية أو موهومة عن المهمات الوطنية الحاسمة، فالتعصب للمذاهب أو الطوائف او التيارات داء خطير إذا استحوذ على العقول والقلوب، وأصبح موجهاً للمواقف تجاه الوطن. ورغم أن الوطن بحرص قادته واخلاص مواطنيه لم يتعرض منذ تأسيس كيانه الوطني الشامخ وحتى اللحظة لخطر يستدعي أن ينفر كل مواطنيه للدفاع عنه، إلاّ أنه مر بمحن فتعرضت بعض اطرافه لمطامع من بعض من جاوروه إقليميا، واستطاع دوماً أن يعالج المواقف بحكمة وروية، ولكنه كان حازماً في رد أي عدوان، وكان مواطنوه دوماً صفا واحداً في مواجهة أي عدوان، وإن لم يدرك العابثون اليوم باستثارة الاختلافات في الوقت الذي يجب ان يقف الجميع فيه صفاً واحداً لا يخترق في وجه اي خطر يهدد هذا الوطن مهما كان قدره ضئيلاً، فإنهم سيندمون حتماً، ولن أنسى أن أحيي ابناء هذا الوطن رفعوا الصوت ضد العدوان على ارضه واعتبروا العدوان عليه خطا أحمر، يجب ان يستنهض همم الجميع، وعشت وطني محميا بسواعد أبنائك قويا عزيزاً مرهوب الجانب، فهذا ما أرجوه والله ولي التوفيق.. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043