قبل قرون طويلة وفي سنوات البعثة الأولى لأشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وقع حدث عظيم. ففي يوم من الأيام دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام وسار حتى أتى أمام الكعبة المشرفة ورفع يديه وكبر ليصلي ركعتين يناجي فيها ربه. في هذا الأثناء كان جمع من صناديد قريش جلوساً ينظرون إلى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فغاظهم ذلك، فقال فرعون هذه الأمة أبوجهل أيكم ينطلق فيأتي بسلا جزور بني فلان فيضعها بين كتفي محمد إذا سجد فانطلق أشقى القوم عقبة بني أبي معيط فحمل سلا الجزور ووضعه بين كتفي الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو ساجد. من شاهد هذا الحدث من المسلمين لم يستطع أن يفعل شيئاً،فقد كانوا قلة مستضعفين. حدث رهيب بل جريمة عظيمة سلا جزور يوضع على أطهر رجل وفي أطهر مكان ومن أشقى القوم. لم يرفع بأبي وأمي رأسه حتى أتت فاطمة رضي الله عنها فألقته عن ظهره. تذكرت هذا الحدث وغيره من أحداث السيرة العطرة وإن كان بعضها مؤلماً وأنا أرى المسجد الحرام اليوم يكتظ بالمصلين والطائفين والعاكفين، وهم يؤدون عباداتهم في أمن واطمئنان وراحة وسلامة. تذكرت هذا الحدث وسألت نفسي هل يعقل كل المسلمين قدر النعمة التي من الله علينا بها في المسجد الحرام هذا الزمن. لقد توفر في المسجد الحرام بفضل الله سبحانه أولاً ثم بفضل العناية الفائقة والمشاهدة من ملوك المملكة العربية السعودية رحم الله السابقين منهم رحمة واسعة وأيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتأييده وأعانه وسدده. وإذا عرفنا أن ما نحن فيه نعمة ،فمن حق النعم أن تشكر ،والشكر لا يكون بالأقوال فقط، بل بالأعمال أيضاً. فيا من قصدت المسجد الحرام احرص على أمن وسلامة إخوانك المسلمين وأرحم كبيرهم وصغيرهم وساعد ضعيفهم ،واعلم أن ما يكون من تعليمات وتنظيمات إنما المقصود منها راحة قاصدي البيت الحرام والله الموفق والمسدد. [email protected]