يطل علينا شهر رمضان المبارك في عز الصيف في آب اللهاب وهذا اختبار حقيقي للنفس البشرية، المؤمنة الصابرة التي وعدها الله سبحانه وتعالى بنيل المغفرة. فكما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". رمضان هذا الشهر العظيم الفضيل المبارك، فرصة جميلة للإنسان كي يراجع نفسه ويطهرها من رذائل العمر وزلاته، وينفض عنها غبار الآثام، ويعيدها إلى ألقها صافية نقية بيضاء عامرة بالإيمان، مظللة بأحلى الفضائل والأخلاق الكريمة. رمضان شهر الخيرات والبركات، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وهو لله سبحانه وتعالى. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل عمل يقوم به ابن آدم له.. إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم". أهلاً بك يا رمضان، شهر خير وبركة وعطاء وغفران، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على صيام الشهر الفضيل ويجعلنا من عتقائه من النار، إنه نعم المولى ونعم النصير ماذا أعددنا لشهر رمضان الكريم؟!! لنسأل أنفسنا ماذا أعددنا لشهر رمضان المبارك، شهر التوبة والعودة إلى الله بقلوب نظيفة ملؤها الأمل في صدق العمل والتقرب إليه. هذا السؤال اقترب طرحه على انفسنا إلى أي مدى نحن جاهزون لرمضان. فلا بد من تجهيز النفس قبل هذا الشهر الكريم، وبعيدا عن الاهتمام بالأكل والشراب والرياء أمام الناس. وجب علينا الاخلاص لله بالصيام بنية صادقة.فقال رسول الله عليه السلام "إن في الجنة بابا يُقال له الريان لا يدخله الا الصائمون". وقال عليه السلام "إن الجنة لتتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان، فإذا دخل رمضان قالت الجنة اللهم اجعل لي في هذا الشهر من عبادك سكانا، وتقول الحور العين اللهم اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا". فعلينا أن نعقد العزم الصادق على اغتنام رمضان بالأعمال الصالحة، وعلينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، وعدم العودة لها، والتهيئة النفسية والروحية من قراءة القرآن والاطلاع على الكتب الدينية وسماع الأشرطة الإسلامية بعيدا عن المسلسلات الخلابة، وخاصة الاعداد الجيد للدعوة إلى الله من خلال الكلمات وتوزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية لرمضان. والتذكير بالفقراء والمعوزين والمساكين والمرضى، وبذل الصدقات والزكاة لهم، فالصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة، ويغفر جميع ما تقدم من الذنوب ويستجاب دعاء الصائم برمضان التي تفتح به ابواب الجنة وتغلق ابواب النيران، فبركة رمضان تزيدك نشاطاً والتي تتمثل بالبركة في المشاعر الايمانية وترى المؤمن قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكير، سريع التذكر، انه عطاء الله عز وجل للصائم، فتزداد القوة الجسدية رغم ترك الطعام والشراب الى جانب البركة بالأوقات. فعليك أخي المؤمن أن تغتنم بركة رمضان وأضف لها بركة القرآن الكريم نحن نطمع بحوافز الدنيا فكيف حوافز الجنة والنعيم التي يتعين على المؤمن في شهر رمضان استغلالها بمواسم الطاعات وشهر الرحمات والبركات. فإياك والتفريط لهذه المواسم - مواسم الخير- فتندم حيث لا ينفع الندم. نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا الصيام والقيام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأمين. مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس 6659393