قال الامام الشافعي رحمه الله: " من وعظ اخا سراً فقد نصحه ومن وعظه علانية فقد فضحه" ومن هذا المنطلق نتأكد تماماً بأن اسداء النصح دائما ما يكون سراً لانه اذا ما جاء في العلن اصبح فضيحة .. ذلك لأن الانسان ومهما يكن لايمكن ان يكون عرضة لمثل هذه الاشياء امام الناس، إن البعض منا دون ان يدري وفي محاولة للنصح يتفوه بذلك أمام ا لناس وهو بهذا السلوك لايعرف بأنه قد أوقع الجانب الآخر في حرج كبير فلماذا لايكون مثل ذلك على انفراد لايقاع الناس من زملائه واخوانه واصدقائه في حرج لأن الانسان كما اسلفت لايريد ان يعرف عنه الجميع انه مقصر في كذا. وكذا .. وهو يريد ان يتعلم .. وهو مهما كانت خصائله يتمتع بقدر ولو بسيط من الحياء.. وهذا الحياء هو الذي يمنعه من تقبل اية نصيحة مهما كانت ومن أي شخص كان أمام الملأ من الفرد والمجموعة واحتراماً لهذا الانسان وتقديرا لحيائه فإن العاقل لايمكن ان يسدي له النصائح في مجتمع ما .. أو في مكان يمتلئ بهذا وذاك خصوصا اذا كانوا ممن يعرفونه من الاصدقاء والخلان وإلا فإن مثل هذا الشخص مقدم النصحية هو الذي يحتاج الى النصائح .. ان بعض الاباء كثيرا ما يضعون ابناءهم في مواقف حرجة ذلك لأنهم يؤنبونهم .. أو ينصحونهم .. أو يعاتبونهم أمام زملائهم أو أقربائهم .. فالطفل ومهما كان عمره لايقبل أن تخدش كرامته حتى ومن أبيه وأمام نفر من البشر وإذا كان هذا هو الطفل فكيف نريد لرجل كبير مثلنا أن يتقبل نصائحنا أمام رجال مثله؟!! كيف نبقيه طفلاً وهو الكبير انه حقاً لأمر مفضح فليس من الشهامة ان نفضح رجلا مثلنا .. ان كل واحد منا يحتاج الى النصائح والى الموعظة والى غير ذلك من ادوات الترشيد .. فالطفل يحتاج لارشاد ابيه والصديق لوعظ ونصيحة الصديق.. ولكن فمن المفروض ان يتم كل ذلك وبقدر من الحكمة على انفراد تام ودون ان يكون هناك شخص آخر. لقد حدثت من قبل عداوات مستحكمة كان سببها ان بعض الناس واعتقاداتهم برجاحة عقولهم كانوا يضعون الآخرين في مواقف واماكن حرجة جدا وهم يتقدمون اليهم بالنصح امام الناس مما جعل الطرف الثاني يسب في وجهه فتتحول الى مواجهة وضرب بالأيدي .. ولو كان ذلك الناصح قد أنفرد به واعطاه النصائح بعيداً عن الناس فإنه حتما سيتقبلها وسيعمل بها والمدهش ان مثل هؤلاء الناس يتخيلون بأنهم على قدر عال من الحكمة ورجاحة العقل فيتصورون بأن عقولهم هي المصابيح التي تضيء دروب الآخرين.. وبالتالي فإن لهم الحق في توجيه النصائح لكل الناس ذلك لأن الآخرين في نظره قصروا ويحتاجون الى النصائح حتى يتفادوا مشاكلهم وحتى يستقيموا. وهؤلاء المساكين لايعرفون بأنهم هم الذين يحتاجون لمثل هذه النصائح لأنهم وبهذه التصرفات العرجاء يشعلون المشكلات ولايستطيعون اطفاءها انهم في الحقيقة محتاجون الى عطف كبير وإلى محنة لأنهم يعتبرون أنفسهم عمالقة وهم بالطبع اقصر من الأقذام.. حكمة: اتقوا النار ولو بشق تمره للتواصل : 6930973