الدين النصيحة.. وقديمًا قالوا رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي، أما الآن فقد تغيرت المفاهيم واختلت الموازين فأصبحت النصيحة بمثابة الفضيحة بنظر البعض، سيما إذا كانت أمام وعلى مسامع الملأ. إن للنصيحة آدابًا وشروطًا يجب أن تكون مراعاة وحاضرة عندما نلقي النصيحة، حتى وإن كانت موجهة إلى طفل مثلا.. فالأسلوب والطريقة التي توجه بها. النصيحة تلعب دورًا مهما في مدى تقبل الطرف الآخر لهذه النصيحة. وبالتالي التأثر بها ثم العمل بها حتى وإن كان ذلك على المدى البعيد.. كذلك أن تكون على حده فقط بينك وبين الشخص الذي تريد توجيه النصيحة إليه.. وأن تراعي الوقت والحالة النفسية والمزاجية والتي تمر بذلك الشخص في تلك اللحظة.. وألا تفرض نصائحك على الآخرين بالإرغام لأن لكل شخص منا وجهة نظره، وفلسفة خاصة بالحياة يؤمن بها ويقدسها ويرى أنه على صواب دائمًا حتى وإن كان هو المخطئ ولكن برأيي وما يثير استغرابي في الواقع هو ذلك الشخص الذي أخذ على عاتقه مهمة نصح الناس وإصلاحهم كما يزعم وكأنه وصي على المجتمع ولعل الطامة الكبرى هي أن هذا الشخص الناصح ليس أهلًا ولا كفؤا لتوجيه النصيحة، عجيب تنهي عن خلق ذميم وأنت تقوم به، ومثل هذه النماذج قد يصادفك كثير في حياتك أما النموذج الآخر فأشد وطأة وتأثيرا حيث يعمم تجاربه الفاشلة في الحياة على الآخرين سواء تجارب العمل أو الزواج أو الدراسة أو أي تجربة قاسية أخفق فيها وعلى ضوئها يوجه نصائحه الهدامة مستشهدًا بمقولة اسأل مجرب ولا تسأل طبيب.. نصيحة بالمجان قدمها إليك بعد أن خاض تجربتها ولم ينجح. خاتمة: لا تبخل بنصائحك للآخرين لأنك مرآة لهم، ولا تفرط في النقد فقد تكون أنت الملام. ريماس محمد - الباحة