يحوّل الدكتور الشيخ سلمان العودة معرفه على «تويتر» بين فترة وأخرى إلى ورشة تفكير، يتقاسم فيها الآراء مع متتبعيه الذين جاوز عددهم حتى نهاية الأسبوع الفائت 286 ألف شخص، إذ يطرح العودة سؤالاً «غريباً»، ثم يبدأ التفكّر في الإجابات ومناقشتها، ما أمكنه الوقت من ذلك. آخر الأسئلة جاء على هذا النحو: «فنان صلى في مسجد فاصطف شباب لينصحوه قال: إن كررتم هذا تركت صلاة الجماعة، اذهبوا لنصح من لا يصلي أصلاً.. تعليقك؟». معظم التعليقات وقفت في صف الفنان واستنكرت دعوته إلى الصلاح بهذا الأسلوب، فكتب عبدالله صالح: «من حقه يا شيخ سلمان، الرجل جاء ليعبد ربه وربما أن ذنوبهم عند الله أشد». ومثله كتب «دحوم»: «من المفروض ألا يصطفوا لنصيحته أمام الناس، فكان لا بد أن يناصحه شخص واحد ويتقرب منه أكثر ويكون لديه فن الإقناع والمناصحة». وعلى إثرهما كتبت «خلود»: «لماذا ينصحونه «قدام الله وخلقه»؟! طيّب، هو يرتكب ذنباً وكل الناس تعرفه، ربما هم أيضاً يرتكبون ذنوباً لكن لأنهم غير معروفين لا أحد يدري عنهم». أما «عتيق» فيتفق مع سالفيه، لكنه يشير إلى بعض الملاحظات: «إن كانت هذه أول صلاة له مع الجماعة فأتوقع أنهم جانبهم الصواب أما إذا كان لا يغيب عن الجماعة فتوقعي أنهم مصيبون في النصيحة». فيما ترى سارة اليحيى أن «كلاهما أخطأ.. على الناصحين ألا ينفروا العاصي وألا يقطعوا حبل الصلة إلى التوبة! وعلى الفنان ألا يهدد فعمله لله وليس للناس»، وعلى غرارها كتبت أخرى: «كان الأجدر بهم أن يشجعوه وينصحوه فرادى وفي غير وقت الصلاة، أما هو فلا يحق له أن يهددهم بترك صلاة الجماعة لأنها له وليست لهم». نورة الدوح لا تطرح رأياً مباشراً، وإنما سؤالاً تنبض في قلبه أكثر من إجابة: «نريد من الآخرين أن يلتزموا أدب الخلاف معنا. لكن هل نريد أن نلتزم نحن أدب الخلاف معهم؟». وفي ما يبدو أنه إجابة على سؤال نورة، كتب شايع الشايع: «هذا مما أوجد الشرخ في المجتمع، وأن قصروا إخواننا، فالأولى أن ندعو لهم ونفرح عندما نراهم يؤدون العبادات ونشجعهم».. نوف تقول إن «الدين يسر وليس بعسر، لذا حين تنصح أحداً يجب أن يكون بأسلوب الترغيب وليس بأسلوب الأمر».. ويتفق معها خالد الذي كتب: «نعم ليس مقام نصح للفنان. وهو حاضر لصلاة الجماعة، وتكون النصيحة، من دون تجمع وفي مكان آخر». أما وفاء فاختارت بيتين من الشعر الفصيح للإنابة عنها في الإجابة: «تعمدني بنصحك في انفرادي/ وجنبني النصيحة في الجماعة/ فإن النصح بين الناس نوع/ من التوبيخ لا أرضى سماعه». وامتداداً لبيتي الشعر، ترى نورة أن «هذا تنفير للشخص فليس هذا مكان للنصح العلني وأيضاً سبب لرد فعل عكسي على الشخص». ومثلها أنمار التي كتبت: «معه حق.. وليس سبب اتفاقي معه ترك الجماعة. بل لو كان أسلوبهم معه أكثر أخلاقية لما رد عليهم بأسلوب هجومي.. الفن غير محرم أساساً». رأي وهيب عبدالله ليس ببعيد عن رأي أنمار، ويؤيد المطرب في رده: «أؤيده.. الشهرة لا تعني ترك صلاة الجماعة، ما يعني ترك صلاة الجماعة هو الفعل بذاته فيجب أن ننصح الذي لا يصلي. «التويجري» كتب: «يا دكتور سلمان، لو نصحه أحد منهم مناصحة غير جهرية أمام الناس، لكان رده مختلف تماماً». وهو الرأي الذي تؤازره دانه بقولها: «أحياناً تكون الطريقة المباشرة للنصح مزعجة بالنسبة للمنصوح، وفي الغالب تنتهي بقول المنصوح جزاك الله خيراً ويذهب وكأن شيئاً لم يحدث». وعلى نحو صريح جداً كتب «أبو عبدالله»: «الدعاة.. وطريقتهم مع الفنان خاطئة واعتقد أن مثل هؤلاء من يجب مناصحتهم، لأنهم غير مؤهلين لدعوة أو نصح». وعلى دربه مضى «أبو كادي»، الذي غرد قائلاً: «يا شيخنا أبا معاذ هذه مشكلة بعض المتحمسين الذين يحتاجون إلى فقه النصيحة وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».