رسالة وصلتني من شاب تقطر أسى مليئة بالإحباط يقول ذلك الشاب في مقتطفات من رسالته وبتصرف مني لا يخل بمعناها. أنا ياسيدي شاب في مقتبل العمر ومن سكان مكةالمكرمة شرفها الله حصلت بحمد الله على شهادة جامعية اعانتني بعد الله في الحصول على وظيفة بعد جهد وعناء وبمرتب شهري يزيد على الآلاف الثلاثة، وقد ارغمت قناعتي يا سيدي على قبول هذه الوظيفة لأنه ليس بالإمكان افضل مما كان. عملت بكل جهدي وطاقتي في وظيفتي وفضلت عدم الراحة بعد الدوام الذي ينتهي الساعة الرابعة مساء لأعمل في مكتب خدمات عامة حتى العاشرة مساء لكي استطيع ان اجمع قدرا من المال وقد فعلت وقدمت ما جمعته مهراً لفتاة قبلني أهلها زوجاً لها ولكن الصدمة التي لم أكن أتوقعها وجعلتني في دوامة القلق وضياع الامل، الصدمة التي اقلقت مضجعي وجعلت املي سراباً بحياة زوجية سعيدة الحصول على شقة سكنية أبدأ فيها حياتي الجديدة، فالحصول على شقة في مكة ضرب من ضروب الخيال لأن اصحاب العمائر السكنية لا يعترفون بالمواطن وكل همهم قدوم الحاج والتأجير الموسمي للحج فقط، وقد زاد الطين بلة اصحاب العمار المأهولة بالسكان في بعض احياء مكة الحديثة مثل الشوقية والرصيفة والفيحاء والحمراء وغيرها عندما ارغموهم على الإخلاء طمعا في ايجارات الحج. يا سيدي هناك بعض الشقق السكنية المعروضة للايجار ولكن وآه من ولكن بأسعار فلكية مقابل شقة سكنية، جمعت وطرحت تم قسمت مستخدماً آلتي الحاسبة فكانت النتيجة ان ما أوفره للايجار يحرمني من متاع الحياة وإن اقتصدت من مبلغ الايجار لمجابهة متطلبات الحياة فما بقي لا يمكنني من الحصول على بيت شعبي في حي عشوائي. تزوجت يا سيدي مع وقف التنفيذ إلى ان يغير الله من حال إلى حال. هذه رسالتي إليك طمعاً فيك أن تنشر ملخصها والله يحفظك. وأنا هنا أقول لذلك الشاب هذه رسالتك على زاوية هموم قلمي لعل من يقرأها من اخواننا الموسرين اصحاب العمائر السكنية الخاوية على عروشها طوال العام أن يراعوا ظروف إخوة لهم فلا يغالي في إيجارات عمارته فالله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه. وأحيل رسالة ذلك الشاب أيضا وأمثاله كثر الى وزارة الاوقاف فهي تملك اوقافاً عامة في مكة وأكثرها دور خربة وتعاونا منها طرح تلك الاوقاف للاستثمار دون مغالاة لتبنى عمائر سكنية شريطة ان تكون وحداتها السكنية للمواطنين وبإيجارات تخلو من رفع القيمة والتهديد بالإخلاء والله من وراء القصد.