ولكي تقتنع أخي القارئ بما قلته أمس في هذا المكان عليك ان تستمع الى هذه الاذاعات وتلك الفضائيات المنتشرة في كل مكان من عالمنا العربي فإنك سوف تسمع عجباً وترى أعجب فعليك ان تلقي نظرة سريعة على هذه المطبوعات أو ما تقذف به أجهزة "الانترنت" لتشاهد في "شوال رجباً وترى عجباً" فهذه الاذاعات والفضائيات التي تملأ سماء العالم العربي ماذا يضير لو توحدت وقدمت ذلك الصوت القوي بعيداً عن كل هذه العنعنات ولو وحدنا تلك المطبوعات التي تخرج بالعشرات كل يوم وهي حاملة الكلمة الهادفة النابعة من المسؤولية العليا، لتمكنا من إيجاد متلقٍ يثق في كل ما يقرأه ويسمعه، إن هذه الحال التي عليها الاعلام العربي في معظمه هي التي ساعدت في هذا الشتات. لذا عندما يأت وزراء الاعلام في الدول العربية ليتدارسوا وضع الاعلام ويضعوا أيديهم على مكمن الألم، عندها سوف يقدرون على صنع إعلام فاعل وصادق يتعامل مع نفسه بكل التفاعل ومع متلقيه بكل الصدق، وهذا كله يأتي إيماناً منهم ان هذا المتلقي لم يعد "كلاً" ولم يعد يعيش خارج عصره ولذا فإن التعامل معه لابد ان يكون في مستوى ما يعيشه من أحداث وما يمارسه كل يوم من تطور في جميع مجالات حياته اليومية ان اجتماع الوزراء خطوة في الطريق الصحيح لايجاد اعلام متوازن في ما يقدمه من كلمة وما يرسمه من صورة نريد اعلاماً جامعاً لا اعلاماً مفرقاً .. بمعنى نريد اعلاماً.. لا إيلاماً.