نقضي خلال حياتنا أوقات سعيدة بذكريات تجلبها الأحداث من أعماق ماضينا غالباً ما تكون جميلةً تطل علينا بين حين وآخر لتظهر لنا إيجابيات كنا نعيشها ومتعات حقيقية مضت لم نكن نستوعب قيمتها.. نشعر ونلتقي بها بأقل إشارة أو حدث عابر قد يمر بنا.. فنعيشها مرات ومرات بكل تفاصيلها السعيدة والحزينة وقد نكتشف أن الحزين منها أيضاً كان جميلاً! ورغم ذلك تشعرنا براحة نفسية نفتقدها كثيراً خاصة هذه الأيام. تجسم لنا الذكريات أشجان يخطفها القلم من أفكارنا ومن عقولنا ليتسلم قيادتها ويسترسل في إبداعاته وإخراج مكنونات صاحب الأنامل حامل القلم يكتب ما يجول في النفس كما يريدها بدون إخفاء لحقائق قد يفضل الغير إخفائها يحزن فيكتب يفرح فيكتب يتألم فيكتب فالقلم تُرجمان حامله مواقف تجبرنا على نزف ما نشعر به غير عابئين في أحيان كثيرة بأن نفضل إبقائها بعيداً عن الأضواء. يأتي وحي الكتابة ليسلم العهدة لقلمه فيسترسل ويُبدع وكما تتقد جذوة الشعر في نفوس الشعراء فيخرجون أقوى وأجمل ما عندهم من أبيات الشعر ودواوينه والتي تكون نتاج أفكاره هي ولادة لأجمل كلمات الغزل وإخراج مكنونات القلوب وغيرها من الإبداع الأدبي يأتي بدون إنذار..والذكريات تأتي بكل تفاصيل المشاعر حنونة أو مؤلمة ولكن صادقة. أو قد تأتي كعاصفة هوجاء تقلب أفكار صاحبها مضافة إليها بهارات ظنون يمكنها تدميره ونرى البعض وقد فقد السيطرة على أفكاره ولا يتمكن من إرجاء تخيلاته السلبية مما يدفع ذلك قارئه سحبه إلى هاوية اليأس ومن حُسن حظوظنا كبشر أن كل مخلوق يملك عقل منفصل عن غيره قيادته في يده وحده لا يشبكه بالآخرين غير طاقات متعددة إيجابية التأثير تنتقل لمن نتعامل معهم مباشرة فتحرك القلم لامتصاص أحاسيس الغير كذلك لتكون حافزاً على تجسيم ورسم مشاعر لا يوجد لها مصل واق وما أروع هذا الشعور حين يكون ناتج تأثيره كلماته يجود قلمه بإبدعاته وتقديمها لقارىء يميز الغث من الثمين ورأي فولتير في القلم لا ينكره من يعرف قيمة القلم حين قال "لا يضيرني أن ليس على رأسي تاج ما دام في يدي قلم. صدق من قال: القلم شجرة ثمرتها الألفاظ.