عام مضى ونحن على الاعتاب ننتظر عاما جديدا غامض الاحداث وغائماً كما الحال عند قدوم فصل الشتاء الذي يرافق حضوره هطول المطر وكم استغثنا ليمدنا الله من هباته ويروي مطر السماء مزارعنا وحدائقنا في المدن الجميلة والتي تكون ساحلية فيندفق السيل الى كل الاماكن والاحياء وتكون الصورة بعد سقوط المطر انها جدة الجميلة تلك المدينة الساحلية التي تميزت في كل شئ بناءً وعمراناً وتنسيقاً في البيوت والاماكن العامة واصبح الشكل الظاهر امامنا ابداعاً خالياً من التشكيك في حسن المدينة التي انكشف فيها المستور بعد كارثة لم يتوقعها احد في مدينة مهمة ومكتظة السكان من مقيمين ومواطنين فهي مدينة المصالح والاعمال بدأت منذ كانت ميناءً صغيراً ترسو عليه السفن وتسبح القوارب لصيد وفير وخير جعلها حلم الشباب ورجال الاعمال وايضا مطمعاً لبعض من خلا من الضمير ولتتشكل جدة "وتكون غير" في حسنها المزيف شكلا وكأنها عروس اخفت عيوبها عن الآخرين وانكشفت بعد حين انها ماسأة حدثت وتناولتها الاقلام واجزلت في محاسبة اشخاص بعينهم وقت الفاجعة وتناسوا ان لكل صورة جميلة مصوراً محترفاً ولكل لوحة رساماً مبدعاً ولكل ارض اساساً وجذراً. وقبل ان نحاسب ونعاقب علينا ايضا ان نحاسب جميعا على اننا لم نكن حريصين في تعاملنا مع بعضنا في بناء مسكن اومشروع تجاري اوحتى مقابر والتي شملتها السيول وضررتها لقد حل الخراب الكبير بهذه المدينة وبدأت اصوات اللوم تصدح وحضرت شخصيات واخرى غابت وتكررت نفس عبارات الملامة وغطت عناوين الفاجعة صحفنا ونشرات الاخبار ومشاهد حزينة وخوف بعد هطول آخر للمطر وبحيرة المسك لا اعرف من اول من سماها ولكن يبدو انه يمتلك حس الدعابة اكبر بحيرة صرف صحي في العالم انها صدمة آلمتنا ونحن نتابع من ظهر في وسائل الاعلام ليتحدث عن كارثة جدة وعن امور لو انكشفت قبل هذه المصيبة لقلبت الموازين وساعتها كان بالامكان انقاذ مايمكن انقاذه. ولان الحديث والكتابة والتعليق عن جدة اخذ منحنيات ومساحات كثيرة احببت ان انقل لكم مثل طبق على جدة بعد الكارثة وهو مثل معروف عند اهل الحجاز ومعني لكل شكل خارجي جميل وقبيح من الداخل يامزبرق من برة ايش حالك من جوا وطبعا لايحتاج الى ترجمة وايضاح لان المستور الجميل لواجهة جدة انكشف وظهرت على حقيقة من غش فيها بناءً وعمراناً ليصبح وقت الحساب على انقاض الخراب وارواح ذنبها انها سكنت في احياء مهملة في جدة وكانت غائبة عن اماكن الاعلان والاعلام والتي اظهرت افضل الاحياء وارقاها والكورنيش الساحلي الجذاب والمطاعم التي في واجهة البحر وغيرها من اماكن فاقت في حسنها الشيء الكثير انها مصيبة بحق حين نسخر من جدة لانها بلا تصريف صحي او بنية تحتية سليمة ونتداول في مجالسنا تلك العيوب بضحك واستهزاء وننشر في بريدنا كل عبارة تقلل من شأن هذه المدينة التي لعب على اوتارها عفواً لعب على بنيانها مجموعة من اشخاص ليس فيهم ضمير والحساب لاينفع بعد الخراب بل صحوة ضمير نكون فيها محاسبين افراداً وجماعات مواطنين ومقيمين واصحاب نفوذ يصلحون ما أفسدته الضمائر الميتة ويستقبلون هبة السماء من جديد. [email protected]