كنا نفرح صغاراً بهطول المطر ، بصفاء القلوب ، بقوس قزح رغم أنهم يقولون أن اسم قزح حرام لم نكن نسمع يومها بكلمات فنان العرب يا شروق الشمس من عقب المطر . كنا نؤمن حينها أن المطر رحمة ورحمة فقط .كبرنا وتغير التفكير فآمنا أن قطرة المطر لم تعد نعمة بل أصبحت نقمة على البعض عندما كشفت المستور . فماء السماء أخرج فساد أهل الأرض . طيلة الأسبوع الماضي وكل مسئول يضع يده على قلبه داعياً الله ألا يهطل المزيد من المطر . رغم أنه قد قلب رداءه أمام فلاشات الإعلام أثناء صلاة الاستسقاء !! ليصدح لحظتها أمام الملأ وبشكل هستيري بأنشودة المطر أمنية يتمناها لا واقعاً يريد أن يراه ، ومنهم من ارتعد قلبه خوفاً ورفع يديه متظاهراً وداعياً ألا ينزل الله المطر حتى لا يظهر جُرمه أمام الناس جريمة حتى أثناء صلاة الاستسقاء . لم نسمع خلال الأسبوع الماضي الماطر سوى عبارات الموت والغرق والتي أسموها بالاستشهاد لتخفيف المصيبة وتهوين وقع الفاجعة وتلطيف الأجواء المشحونة . حتى قلب عاصمة الوطن هذه المرة لم يسلم من رحمة السماء ناهيك عن أجنحته وأطرافه !! غرقت جدة فأغرقناها بالتعويض وأصبحت كارثتها ذكريات جميلة رغم مرارة الجريمة التي ارتكبت بحق المواطن والوطن . أصبحت تلك الكارثة يومها مصدر دخل جديد ، تمنى وقتها كل فقير أن يموت فيها قريبٌ له حتى يدخل ضمن قائمة أصحاب الأصفار الستة !!. فهل أصبحنا اليوم مصابين بفوبيا المطر ؟ أم أن الله يحبنا حتى يبتلينا بالمطر الذي نعشق حروفه ونستلذ برذاذه ؟ دعونا ندعو الله أن ينزل المزيد من المطر حتى يزداد عدد الأغنياء الجدد من طبقة الفقراء !! ويزداد الأغنياء غنى بمشاريع جديدة حتى يصلوا عنان السماء !! ونظل نردد مطر مطر مطر ،،، أنشودة المطر !! صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]