لايختلف اثنان في ان العديد من الكفاءات السودانية المنتشرة في اصقاع الارض اغتراباً .. وبحثا عن لقمة العيش والرزق الحلال.. استطاعوا ان يكونوا خير سفراء لبلدهم بما يحلمون من خبرات ودرجات علمية رفيعة.. والعمل في مواقع انتاجية مهمة على امتداد خارطة الوطن العربي من البحر الى البحر. ويدين الكثير منا بالفضل لهم بعد الله لما قدموا من خدمات واعمال إنسانية واجتماعية ..بداية من التعليم كأساتذة من بداية الكُتاب كمشايخ وكعلماء افضال واكاديميين في تخصصات دراسية مختلفة. ولكن .. ما يجعلني أحزن أن بعض هذه الكفاءات من بعض الاشقاء السودانيين في المهجر العربي وبالذات في وطنهم الثاني "السعودية" ممن اكرمهم الله بجوار الحرمين الشريفين .. يسخرون إمكانياتهم المعروفة في مجال الكتابة والصحافة على سبيل المثال لكفلائهم ممن لا يعرفون الكتابة.. ويكتبون لهم بأقلامهم مقالات ومواضيع في الاقتصاد والاجتماع وحتى السياسة التي برع فيها السودانيون ولا يعرفون هم ابجدياتها ونشر هذه الاعمال في صحف رائدة بأسمائهم وصورهم الملونة الضاحكة. وكأنهم يضحكون من خلالها على القراء والاقلام المأجورة التي تُسخر مواهبها لأمثالهم نظير دراهم معدودة لا يمكن أن تساوي تلك الجهود. فبعد ان ملكوا المال.. أصبحوا يبحثون عن الجاه والشهرة والتسلق على اكتاف بعض اخواننا السودانيين زملاء الحرف.. الذين وافق بعضهم على ان يرهنوا اقلامهم لديهم بأسلوب لا نرضاه لهم قبل ان يرضوه هم فيه لأنفسهم أو من يعرف شرف المهنة وصدق الكلمة.. وعدم إتاحة الفرصة للمدعين ليصبحوا كُتابا "بضم الكاف" ليشار إليهم بالبنان. مع أن العديد من اهل المتاعب والكلمة الحرة الواعية يعرفون مستواهم وان خلف كتاباتهم آخرين من العاملين لديه لظروف الحياة.. وبدلاً من ان يتجه هؤلاء الاخوة الى الصحف ودور النشر والعلاقات للاستفادة من مواهبهم واحتراما لذاتهم يجعلون الصغار يستغلونهم .. ومن حيث لا يدرون يكسبون غضب وضيق المثقفين والقراء الذين يعرفون ما بين السطور وحقيقة الموقف. ويتفق معي في هذا الرأي العديد من الاعزاء والزملاء والاصدقاء السودانيين في المملكة والسودان وحتى دول مجلس التعاون بعد ان وصل الامر الى تلك الديار. ولأنني أعرف معدن الاشقاء السودانيين الاصيل.. واقدر ما يجبر بعضهم على اتباع مثل هذا الاسلوب لكسب عيشه. فانني على ثقة بأنهم لا يوافقون على الاستمرار في هذا العمل وسوف يعودون الى جادة الصواب والواقع ويرفضون استغلال البعض لأقلامهم ومواهبهم لمصالحهم الشخصية.. وحتى لا يكسبوا غضب الشرفاء وذنوب ما يكتبون من اساءة الى الآخرين كعرضحالجية العصر.. ناهيك عن العقاب السماوي فلا يرضى الله ان تساعدوا في معصيته لا قدر الله، وحتى تبقى الكفاءات السودانية الشقيقة محل تقدير واحترام في اكثر من موقع ومناسبة وتاريخ. ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية عضو هيئة الصحفيين السعوديين