امتعض... وتفاجأ الإسرائيليون أثناء صدور قرار الإدانة بحقهم على خلفية الغارات الانتقامية التي شنتها طائراتهم باتجاه المقرات ال (6) التابعة للامم المتحدة.. ولم يتوقف الامر عند قرار واحد، بل كان للاسبانيين نصيبهم في اخذ القرارات المهمة والتي اثرت بشكل مباشر "وفريد" للمرة الاولى بالقادة الاسرائيليين عندما وجه القاضي الاسباني الادانة اليهم لاستهدافهم منزل المسؤول في حركة حماس "شحادة"، الذي تمت تصفيته الى جانب (16) مدنيا استشهدوا من جراء الغارة عام (2002)... ازداد قلق الاسرائيليين فحاولوا الدفاع عن التهم التي وجهت اليهم ووصفوا القرار "بالارهابي"! تصوروا... من يتحدث عن ارهاب الاخريين؟ الذين يدعون انهم يقتلون المدنيين... بذريعة ان المقاتلين يتخذونهم دروعا بشرية وبالتالي يحق لهم استهداف المنازل الامنة! ... ساد التوتر بين الاوساط الاسرائيلية ازاء هذه التطورات على الصعيد القضائي فوصفت من قبلهم "بالحرب القضائية"..نعجب لاقوال وتصاريح الصهاينة، فهم مدرسة غنية وقيمة بكل انواع الفنون "الارهابية"، مع ذلك يأبون ان يعترفوا امام المحاكم الدولية بجرائمهم في حق البشرية والشعوب العربية، فلا يستطيعون التأقلم او التعايش مع محيطهم بسلام من دون اشباع غريزتين اساسيتين هما: "القتل والانتقام"، حتى صغارهم نشأوا على هذه الطبيعة العدوانية وتواقيعهم ما زالت تشهد على ذلك!! لذا من المستبعد ان ترضخ اسرائيل للارادة الدولية، فهي كعادتها لا تعير ادنى اهتمام لاي قرار يصدر، ولا تحترم معاهدات وسوف يتم ارسال مندوبين ولجان من هنا وهناك للتخفيف من حدة القرار واثبات "براءة" المتهمين من القادة والضباط الذين شاركوا في الحرب على غزة، وهو ما قيل عن الممثلين الذين ارسلوا للتشاور مع الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) في شأن القرار، وبالفعل، فقد عدّل الامين العام من لهجة القرار "الحادة" تجاه القادة الصهاينة، ووجه في سياق تعديله تحذيرات لحركات المقاومة بعدم اللجوء الى الاماكن المدنية، وفي ذلك استرضاء "معلن" للوبي الصهيوني وما يمثله من سيطرة تامة على العديد من الدول الاوروبية سواء لناحية احتكار الاسواق المالية من قبل رجال الاعمال النافذين الذين يلتزمون المشاريع الاستثمارية والاقتصادية، او لناحية امتداد جذورهم السياسية وتأثيرهم على قرارات الدول الكبرى "فاللوبي" ينتمي اليه كل يهودي متطرف يجاهر بعقيدته الصهيونية! لذا... كنا نأمل من الامين العام، ان يسارع لاتخاذ الاجراءات اللازمة في حق من قتلوا وذبحوا جنوده الدوليون ويباشر بفرض العقوبات على اسرائيل، والزامها بدفع كل التعويضات المالية سواء لجنوده او للفلسطينيين الذين شردوا في وطنهم. فلما الانحياز دائما للكيان الصهيوني؟؟ حتى في خوضه لاشرس الحروب، يبرر له... وفي النهاية تقدم الاعذار.... ... تحية الى نزاهة القاضي الاسباني الذي اثبت بإقدامه على هذه الخطوة ان قضاءهم غير مسيس، ولا يخضع للضغوطات اللوبية الصهيونية... فأدان.. وصرح ليرتقي فوق كل الشبهات، ويهز عرش اسرائيل!! اعرف عدوك: واجب اليهودي ان يلغي معاهداته مع الغير عندما تستنزف المعاهدة اهدافها اليهودية" الشرق اللبنانية