* الحملة التي يشنّها وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيغدور ليبرمان ضد المملكة العربية السعودية، ليست بالمستغربة إطلاقاً. فقد تعوّدنا في عالمنا العربي، وهنا في هذا الوطن المقدس، سعي القيادات الصهيونية داخل إسرائيل وخارجها إلى التأثير على صورة المملكة، سواء في الإعلام الغربي والعالمي، أو بين الكينونات المجتمعية في أكثر من موقع ومكان. * فالسياسة السعودية الهادئة، والمواقف السعودية الثابتة تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، لا تعجب القادة الصهاينة على الإطلاق. فهي تشكل لهم إزعاجاً مستمراً وفضحاً دائماً لأساليبهم الوحشية، وتعدياتهم السافرة وانتهاكاتهم لأبسط الحقوق الإنسانية، والقوانين الدولية. والمملكة بهكذا سياسة تمثل شوكة مؤلمة في حلق الصهاينة في طول الكرة الأرضية وعرضها، خاصة بثقلها الدولي والإسلامي والعربي. * الصهيوني العنصري ليبرمان يريد بحملته الجديدة أن يجعل لذاته قيمة، ولمنصبه معنى حينما يقارع عملاقاً بمثل قامة ورسوخ المملكة. ولهذا يسوق حججاً ومبررات واهية، ليس لها من أساس، وإن كان لها بريقها الإعلامي المجتمعي العالمي من مثل انتهاك حقوق الإنسان، ومكانة المرأة، وتمويل الإرهاب. وغريب ادّعاءات ليبرمان اتهامه المملكة بوقوفها خلف الحملة الدولية لنزع الشرعية عن إسرائيل، وكأن إسرائيل وأفعالها ونهج قياداتها الصهيونية تتوافق فعلياً مع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية!! فالعالم في معظمه أصبح مدركاً الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الإنسان الفلسطيني، إضافة إلى معرفة غالبية أبناء الكينونات المجتمعية المعاصرة، للوحشية والجرائم التي ترتكبها إسرائيل وقادتها وقواتها ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمقدسات والممتلكات الفلسطينية في الضفة وغزة وداخل حدود 48. * وسعي ليبرمان الأخير في حملته ضد المملكة ليس سوى لهاث صهيوني لإبعاد أي إدانة، أو صفة تجريم عن إسرائيل وأفعال قادتها، ومحاولة بائسة لتحويل الأنظار إلى جهة أخرى، خاصة إذا كانت بمثل ضوء ووضوح وقوة الحضور السعودي. من أجل ذلك رفع ليبرمان عناوين براقة في دعواه ضد المملكة، من مثل تمويل الارهاب، ونزع الشرعية، وانتهاك حقوق الإنسان، إلى آخر هرطقاته التي ليس لها من أساس أو مستند حياتي ومعاشي. * ولعل ما يُستفاد من هذه الحملة المسعورة استثمارنا نحن أبناء هذه التربة الطاهرة لها وقلب الطاولة في وجه القادة الصهاينة، وفضح ممارساتهم الوحشية، وانتهاكاتهم للحقوق الفلسطينية، وعنجهيتهم لكل المواقف الدولية، سواء الصادرة من منظمات دولية كالأمم المتحدة، أو اليونسكو، أو من حكومات وساسة عالميين. وهو ما يدفعني إلى مطالبة الزملاء الإعلاميين في الصحف المحلية والفضائيات السعودية إلى فضح صهيونية وعنصرية ليبرمان وأمثاله من القادة الإسرائيليين ليرتد السحر على الساحر، ويعلم هو وأمثاله أن هامة مثل الهامة السعودية في شموخها لا يمكن القفز عليها حتى ولو كانت بقوة اللوبي الصهيوني العالمي.