الزيارات التي يقوم بها حكام الكيان الاسرائيلي إلى الولاياتالمتحدة واوروبا هذه الأيام، وتصريحاتهم التي تنسف اي بارقة امل بالسلام تؤكد اننا نقف على مسافة قريبة جدا من (خرائط طرق جديدة) اعدتها حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب، وتسعى اليوم لتطبيقها لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية. فنتنياهو يحزم حقائبه للتوجه الى واشنطن، وهو يصرح ليل نهار بأن (حل الدولتين) ليس في ذهنه، وقبله رئيس الكيان العنصري شيمون بيريز تجاهل اثناء مشاركته الأخيرة باجتماعات منظمة (الايباك) الصهيونية هذا الامر تماما مركزا على أمن كيانه المزعوم، وبينهما جال وزير خارجيته المتطرف أفيغدور ليبرمان على الدول الأوروبية ليوهم الرأي العام العالمي بأن المشكلة في المنطقة اصبحت في ايران لا بالاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية. وعلى وقع الضجيج الاعلامي الصاخب للماكينه الصحفية الاسرائيلية في تسويق هذه الخرائط السياسية نجد نتنياهو وأركان حكمه المتطرفين يقدمون ما يسمى ب (المقاربات الجديدة) للحل وهي إما سياسية مجتزأة تتلخص باعتراف الفلسطينيين بيهودية الكيان الاسرائيلي للقبول بالمفاوضات معهم ومن ثم التفاوض مع الجانب الفلسطيني من اجل التفاوض فقط و،إما أمنية تستند على خطة (دايتون) ومشاريع الأمن مقابل السلام وإما اقتصادية هدفها خلق الفتنة بين الفلسطينيين في الضفة والقطاع المحتلين. باختصار إذاً نحن أمام (خرائط جديدة) لطرق اسرائيل السياسية، لكنها ملتوية اكثر من سابقاتها معتمدة على ممارسة المراوغة والتضليل وزرع الوهم بقبول اسرائيل بالسلام، وإلا ماذا يعني أن يستمر حكامها في رفض حل الدولتين ويسارعون الخطا لتهويد ما تبقى من القدس، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في المدينةالمحتلة ومحيطها، وممارسة المزيد من القتل والارهاب بحق الشعب الفلسطيني؟! فأين هو الموقف الأوروبي والأميركي الذي يكشف هذه السياسيات التضليلية ويضغط على هذا الكيان لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لأنه مصلحة أوروبية وأميركية أيضا؟! الثورة السورية