استيقظت ذات صباح في بداية اجازتي الرسمية، وتعلق نظري بسقف غرفة نومي أتأمل الثريا واسترجع رؤيا جميلة رأيتها في المنام بعد صلاة الفجر وهي أن زميلة لي تقول أن الملك أمر بتاج لكل منا من ذهب لجهودنا.. لعله خير.. أتدرون بماذا فكرت.. وماذا جال بخاطري للوهلة الأولى؟ مدرستي قد يقول البعض ما هذا في بداية الاجازة.. مدرسة.. معاناة.. عمل ماذا تقول؟!! أقول نعم مدرستي جلست ممدة لفترة طويلة والكلمات تتناثر في خاطري بل اصابعي.. تنادي قلمي ، فنهضت مسرعة ودونت ما جال في خاطري.. نعم مدرستي.. تخيلت الكثير رغم قصر المدة التي اغلقت فيها ابوابها الا بعض الغرف التي تفتحها بعض الشخصيات الرائعة التي كتب عليها أن تستمر بعدي عدة أيام وما يدريني لعله خير.. مساحتها الشاسعة .. ساحتها الباهتة الألوان.. وتلك الكلمات التي أسمعها في بداية كل عام أو بداية كل فصل دراسي..الساحة بحاجة إلى طلاء والرد المعتاد أريد نوعا لا يبهت بفعل الشمس والحرارة انفقنا مبالغ كثيرة دون جدوى. تعودت على مقاعدها الخشبية التي تجلس عليها الطالبات.. أعمدتها التي دونت عليها أسماء الله الحسنى وهذه سياسة مدرستي..التذكير بالله وربط الدين بالدنيا لنسعد في الدارين.. انظر ممراتها الطويلة وأتذكر أنني نظرت إلى الممر الشرقي 2 فقلت بالحرف الواحد.. يا الله ما هذا؟ الله يعينك يا مديرتها.. أكيد يلزمك حذاء بعجلات.. أضحك كثيرا كلما تذكرت عبارتي وأقول الحمدلله أعانني بشخصيات رائعة وقوة من عنده وله الفضل والمنة.. تعودت عليك يا مدرستي.. على جدرانك العالية ولون طلائك الباهت على شبابيك الصفراء.. وذلك الشرخ في السقف الذي كلما طلبت اصلاحه قدم المسؤول عالجه سريعاً ورده يسبقه ليس منه خوف ..تعودت عليك يا مدرستي عذراً أقول مدرستي بإحساس الانتماء لا التملك تعودت على غرف معلماتك ولقاء الكف بالكف لنتصافح تحقيقا للأخوة والمسامحة .. والمحبة.. تعودت على وجوه الخالات وهن يتذمرن من الطالبات وسوء استخدام البعض فيهن لدورات المياه ووجه الخالة متألم وعباراتها المعهودة ترددها «حدثي البنات في الصباح كعادتك حتى يحافظوا على نظافة دورات المياه». تعودت على ضحك الطالبات.. على صراحتهن بسبب المشاريب ذات الطاقة.. على مشاكلهن على مراهقتهن وما تجره من احداث.. على الحوار المفتوح الذي أسمع فيه منهن كل ما يجول بخواطرهن وما يرغبن فيه.. تعودت على تذمر الأغلبية من كثرة الأعمال.. من مشاكل الطالبات.. من المناهج.. من كثرة الحصص .. من الانشطة المطلوبة.. تعودت على الحارس وهو ينادي في جهاز المناداة.. يا مناوبات البنات في الشاعر». تعودت على سفينة كبيرة أنا فيها فرد من مجموعة نتوخى الاخلاص في العمل ورضا الرب رغم المعاناة رغم كل شيء.. نريد معا الأفضل الأفضل الأفضل لنتقدم ولا نتأخر. ها هي أوراقي وملفاتي للفصل الأول على مكتبي.. هناك الكثير مما أفكر فيه استعداداً للفصل الثاني إن شاء الله.