أنا حزينة بسبب ما جرى لبيتي الثاني ومدرستي براعم الغد، وأقول للمعلمات اللاتي توفين «يارب أدخلهم جنة الفردوس»، بهذه العبارات بدأت الطالبة دانة منصور الشهري حديثها، واصفة لحظات الخوف والهلع التي عاشتها مع بقية الطالبات والمعلمات أثناء اندلاع الحريق في مدرسة براعم الغد مطلع هذا الأسبوع، وتستعيد دانة شريط الذكريات لحظة اندلاع الحريق وتصاعد الأدخنة التي أدت إلى اختناقهم، ومازال الخوف والهلع يكسو ملامح وجهها الطفولي، وتشير دانة إلى أن معلمتها للغة الإنجليزية «أسماء» حاولت إخراجهم من المدرسة وإبعادهم عن ألسنة اللهب والدخان، بعد أن وجدت مخرجا خلفيا، إلا أنها عادت مرة ثانية لإنقاذ باقي الطالبات، «حينها كنت أشاهد مدرستي وأنا في لحظة ذهول، وجاءت الصدمة حين رأيت معلمتي أسماء في نافذة الفصل تحاول الخروج وفي لحظات سقطت من أعلى، لم أكن أصدق ما أشاهده، وحين حضر والدي إلى المدرسة، بكيت كثيرا وكنت أخبره أن معلمتي أسماء سقطت من الدور الثاني». وتضيف دانة: أنا مازلت حزينة ومشتاقة إلى مدرستي وزميلاتي ومعلماتي، وأتمنى أن ألتقي بهم قريبا. فيما يؤكد والد الطالبة منصور الشهري أن ابنته دانة تعاني من صدمة تدخلها في نوبة بكاء مرير كلما تتذكر الموقف ودائما تسأل عن معلمتها للغة الإنجليزية أسماء التي مازالت ترقد في المستشفى جراء سقوطها من الدور الثالث، بعد إنقادها لعدد كبير من الطالبات وهذا موقف بطولي تشكر عليه. نص رسالة الطالبة رسالة مني إلى مدرستي العزيزة، وبعد ... «أنا حزينة جدا بسبب ما جرى لبيتي الثاني الذي ولدت فيه وتعلمت فيه كل شيء يجب علي أن أتعلمه وهي طبعا مدرستي براعم الوطن، التي أحبها كثيرا كما أحب أبي وأمي إنها أحلى مكان ذهبت إليه إنني أشتاق إلى فصلي، والممرات الواسعة، والساحة التي نلعب فيها والمسرح الذي نعرض فيه عروضنا الجميلة وأقول للمعلمات اللاتي توفين يارب أدخلهم جنة الفردوس الأعلى وأسكنهم فسيح جناتك يارب العالمين، والمعلمات اللواتي أصبن أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكم، وأرجو أيضا لأخواتي الطالبات بالشفاء العاجل والحياة السعيدة الهنيئة وأتمنى لكل من أصبن وكل من توفي بالرحمة والمغفرة والشفاء العاجل. من فتاة بيت براعم الوطن، دانة منصور الشهري، الرابع ( أ ).