قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" " الدجلة سير آخر النهار". من فضائل الاسلام وسماحته ومحاسنه انه دين سهل في احكامه وفي تكاليفه لم يلزم جماعته بما لم تستطعه ، او يكلفهم ما لا يطيقون .. وهذا هو المعنى الذي قال به الرسول عليه الصلاة والسلام "الدين يسر" أي لا مشقة في تكاليفه .. مصداقا لقوله تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".. وقوله تعالى"وما جعل عليكم في الدين من حرج". ومن هنا جاءت رحمة الاسلام بجماعته ، فالذي اقعده المرض له ان يصلي في داره حتى يزول مرضه .. والمسافر له أن يفطر رمضان فيقضيه في حله .. وأجاز للمسافر أن يصلي قصرا وجمعا.. كما أعفى الحائض والنفساء من الصلاة والصوم .. فلا تقضي صلاة لكنها تقضي الصوم .. كما سهل على من يريد الوضوء فلم يجد ماء بأن يتيمم من صعيد الأرض. كل هذه رخص أراد الله بها التخفيف عن عباده . يتوجب على المسلم ان يشكر لخالقه هذا التخفيف الذي يجعل المسلم على صلة بعبادة ربه، فلا يتثاقل وهو في حالة بدنية غير نشطة ، اما لمرض او سفر.. اما اذا كان في منشط _ أي في حل وفي راحة _ فإنه مطالب بأن يؤدي العبادات كاملة غير منقوصة، ما دام في صحة بدن ورخاء عيش وراحة بال .. واستجابة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام " واستعينوا على مداومة العبادة والتعرض لنفحات الله بايقاعها في الأوقات المنشطة".