حث سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين على الالتزام بالضوابط الشرعية في الصيام، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتناول في خطبة الجمعة ا أمس في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض فريضة صيام شهر رمضان، ومزايا وخصوصية الشهر الكريم، وتطرق الى صيام الامم السابقة، وقال : ان الصيام عبادة اشترك فيها الجميع، مضيفا ان الغاية من الصيام التقوى، وان الصوم يحقق التقوى فالصائم يصوم ويكون الصيام سببا للتقوى، فالصائم يتق الله وهو صائم يعظم نعمه، ويمتنع عن الاكل والشراب وكل ما احله الله، ويشعر بالجوع والعطش، فقد ترك هذه الملذات لا عجزا عنها ولا عدم استطاعة ولكن طاعة لله سبحانه وتعالى، وليتذكر نعمه ويشعر بحاجات الفقراء والمنكوبين والمعوزين الذين تمر بهم الايام والليالي ولا يجدون ما يعينهم . واكد ان الصوم يحقق التقوى ويضيق مجاري الشيطان، ويخفف المعاصي، ويعظم الطاعات، ويعين المسلم على صحة بدنه واستقامة حاله، وهدوء نفسه،فترتاح المعدة وتعم السكينة النفوس، ويتقرب المرء بالطاعات لله، مؤكدا ان الصوم شهر كامل ثلاثون او تسعة وعشرون يوما، فهو ايام معدودات، شهر في العام من اثنى عشر شهرا، وهو امر يسير على المسلم ان يفرح به، ويسر بقدومه ويعظم نعم الله عليه، وتناول المفتي العام من رخص لهم بالصوم المسافر والمريض، وقال : ان المسافر سفرا فيه مشقة عليه ان يفطر ثم يقضي، فالصوم يسقط على المسافر اثناء سفره الذي فيه تعب ونصب ومشقة وعناء، وابيح للمسافر الافطار بالاجماع، وحدد السفر بالمسافة التي يقصر فيها المسلم الصلاة، ولكن لو صام المسافر فان صيامه صحيح فورد عن رسول الله وصحابته ان صاموا في السفر وافطروا ايضا، فصوم المسافر صحيح ان لم تكن فيه مشقة لان المسلم يريد ابراء ذمته، وان افطر فهو جائز ورخصة من الله بها عليه، كذلك المريض مرض عضال ويؤثر عليه الصوم ويؤثر على صحته او يكون يتناول دواء بانتظام في الليل والنهار، او اذا كان الصيام يؤخر معافاته من المرض، ومن هنا المريض عليه الافطار والقضاء، لكن عليه عدم التهاون في القضاء، وكذلك فاقد الذاكرة فهو لا شيء عليه، اما كبير السن الذي انهارت قواه فيطعم 45كجم من الارز عن الشهر كله، وطالب المفتي العام بترغيب الاطفال على الصيام وتعويدهم وعدم اجبارهم حتى يكبروا، وكذلك على المرأة الحائض والنفساء الافطار فلا صوم لهما، والمرضعة والحامل اذا اثر الصيام عليهما ويكون وفق تقرير طبي فتفطران وتقضياند. واكد المفتي العام على ضرورة ان يقبل المسلم شرع الله ويرضى به ويفرح برمضان ولا يتثقله، وان يحمد نعم الله عليه وما من عليه من خيرات ونعم واستقرار وصحة وعافية، لان شهر رمضان شهر عظيم، وموسم كريم يضاعف الله فيه الاجور ويمنح الهبات ويفتح الخير، ويجيب الدعوات، فصيامه فريضة على المسلم البالغ العاقل المقيم .