تشرفت بالمشاركة في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي (فكر 7) تحت شعار«ثقافة التنمية»، حيث احتشد عشرات الباحثين العرب في القاهرة لمناقشة القضايا المتصلة بثقافة التنمية، والمعوقات الفكرية والاقتصادية التي تقف في طريق التنمية في العالم العربي. وعقد بجانب فعاليات المؤتمر «مقهى الشباب» لم يكن مجرد مقهى للحوار، ولا حتى مجرد ملتقى للمفاوضات وطرح المنافسات وتوقيع الاتفاقيات وإطلاق التصريحات،إنما كان حواراً يعكس هموم الشباب العربي بشتى ميادين حياتهم وحضارتهم وهمومهم وأحلامهم. ضم مجموعات شبابية تكونت كل مجموعة من خمسة شباب من مختلف الدول العربية لمناقشة "هويّة الشباب العربي"، وشارك فيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل معلقا بقوله "سمحوا لي الشباب إن أكون شابا اليوم"،استمع لكل مجموعة، ناقشهم، حاورهم، وعارضهم ووافقهم و كان يزرع الأمل في نفوسهم، وحاول جاهداً أن يؤكد على أن الإحباط يقتل النفس ويحطمها. مقتطفات من حوار "مقهى الشباب": تعودت على ممارسة قراءة الوجوه، فثمة وجوه من شبابنا، حزينة وعرة لم تفتح لي منافذ طرقها بيسر، تجولت في وجوهم فمنها المتوترة، المنبسطة، المستبشرة، المكفهرة، الحزينة، و المتلهفة تحمل آمال المستقبل. - احمد من الأردن معلقاً على محور"العروبة" قائلاً "إن الهزائم متشابهة في الدول العربية كبرت أم صغرت فلها المذاق المر في حلوقنا". نعم يا احمد استدراكاتكم تلوم النفس المنهزمة، ولا تقيها من الانغماس في حسراتها. - نسرين من البحرين قالت "إن مجتمعنا العربي مجتمع ذكوري و إن المرأة لم تشارك في صنع القرار". معك حق يا نسرين، و لكن الغياب في العالم العربي ليس مقصوراً على المرأة، و إنما الإنسان العربي برجاله ونسائه غائب و مغيّب، وإن قضايا المرأة من القضايا المزمنة، و البعض من نسائنا قد تبرمجن على الثقافة الذكورية أشد من الرجال، فهن مقتنعات تمام الاقتناع بأوضاعهن الحالية وهذه هي المعضلة الحقيقة، الاعتراف بمكانة المرأة يتطلب تجاوز ثقافة الوصاية عليها والامتهان بها. - عبد الرحمن من الصومال يبث بصوت حزين قوله " غدونا أوراقاً ممزقة تحمل أجزاء كلمات" عندما كنا نستمع إليك يا عبد الرحمن وأنت تجتر مرارة الحروب الصومالية لتقنعنا بمعاناتكم، كأن شيئاً طار من أفئدتنا. كنت أحاول التغلب على ثقافة الإحباط في حوارنا مع الشباب ،التي حاول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لجمها في حديثه مع الشباب، وبين فوائدها و أننا بحاجة لعلاج قسري لها ،لكنها تشابهت قضايانا العربية وتباينت وكلنا نسعى وراء السلام و تحقيق الأحلام ، سرب من الأمنيات يجمعها الشباب العربي في شباكنا اليوم. [email protected]