أحمد حسن فتيحي، الرجل الذي ملأ روحه و كيانه ببحر جدة. يتباهى بهوائها و رطوبتها، لهجتها و دفائن كنوزها. في "جدة" غرب المملكة ولد الفتيحي و في مدارس فلاحها ترعرع قبل أن يجذبه عالم المجوهرات، و يتخلى عن بعثة الطب التي كان يحلم أن يداوي بها سكان جدة، تلبية لرغبة والده للمضي في التجارة. استجاب الفتيحي لعشقه الأول المجوهرات و الذهب و الفضة في محل"سوق الحراج"يطلق عليه الآن شارع الذهب بجدة. امتهن تلك المهنة و حلق في أجواءها فنٌ، تراثٌ، و جودة، فأبدع و صنع مجده بحلي فريدة نافست صياغة الذهب العالمية و نالت قدرًا كبيرًا من القبول و الاهتمام و الاستحسان في السوق المحلي و الدولي، و أحسبه واحدًا من التجار السعوديين القلائل الذي تطورت مهنة الذهب و المجوهرات على يده في بلادي. يمضي أحمد حسن فتيحي بثقة النسر في الأفق محملًا بوصايا والده الحكيمة، و قدم نموذجًا لمشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية في بلادي، حيث أن تجربة الذهب و النساء بدأت قبل قرار 120وأثمرت تجربة عمل المرأة في القطاع الخاص بمنشاته، يقول عنها "بدأنا في توظيف السيدات في مجال المجوهرات في عام 1422ه بمباركة من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - رحمه الله- ، و الشيخ وهيب بن زقر، و بدعم من وزارة العمل التي أوصت بتوظيف الشباب في الذهب و المجوهرات، و خاصة بعد حالات سطو و مداهمة محلات للذهب نتيجة الأيدي العاملة الأجنبية". انتهج الفتيحي في التجارة نهجاً أمتع العملاء بسحر عمله و إتقانه، مما مكنه من ملء خزانات عينه و عقله، و لم يكتف بالتجارة بل حمل اليراع و لم يفارق ثمرته نداء من العطاء كتب حروفه وأضفي لها بريقا من الألماس. على الصعيد الشخصي كانت الأشياء تختلف تماماً معه، تتعلم منه الصبر و الإتقان، نتعلم منه السلم، المسالمة، السماحة، المحبة، و العطاء. تتعلم منه مشاركة المرأة في العمل من متطلبات التنمية. عندما يتحدث إلينا نتحول إلى عصافير تنصت إلى مطر. نعم يعتبر أحمد حسن فتيحي عنصراً فاعلاً و مؤثراً في كثير من مناشط و أعمال هذا الوطن؛ يتميز بالإخلاص و الكفاءة و الحس الوطني الذي لا يغيب أو يختفي من ممارساته في الحياة العامة. [email protected]