أقرأ و أسمع في معظم الدول العربية عن إخفاء أسماء النساء أمام الذكور، و نظراً لملاءمة بعضها لبيئتنا السابقة و المعاصرة، وددتُ أن أعرض بعضاً منها، تاركةً للقارئ الكريم مهمة التعليق عليها بما شاء. * المدرسة العاشرة الابتدائية للبنات بمكة مدرستي رقماً ، و ليس اسماً، و في المقابل في بلادي مدارس الأولاد تسمى بأسماء الصحابة و الملوك و الأمراء و علية القوم. * في بطاقة دعوة الزواج فإنه غالباً لا يذكر اسم الانثي فيها لا العروس و لا أم العروس فكلاهما تحمل مسمى "كريمة الشيخ". إذا عشقت حواء الحرف و امتهنته فعليها في كثير من الأحيان أن تختار اسماً تخفي به اسمها مثل "بنت الجزيرة" أو "بنت الرياض". أما إذا كتب عليها القدر أن تكون ظالمة أو مظلومة فيطلق عليها "فتاة القطيف" أو "فتاة خميس مشيط". * الشوارع و الأحياء و المباني تخلو تماماً من أسماء النساء! * إن امتهنت المرأة التجارة و كانت شريكة مال و أعمال فلا يحق لها أن يكتب اسمها في السجل التجاري للشركة، ويجب أن يكون هناك "مديراً" للشركة و ليس "مديرة" حتى و لو كانت حواء تحمل أعلى الدرجات العلمية و حتى لو تراكمت في حياتها الخبرات. هذه خلاصة وضع حواء في بلادي، لكن هل تغير في الألفية الجديدة ؟ * إن كنت عزيزي القاري لم تسمع في أي موقع كنت.. وبأي أرض حللت عن جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن، التي وضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كأول جامعة للبنات في السعودية، و أطلق عليها جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن آل سعود مفتخراً بأن يكتب اسم عمته على جامعة البنات و بذلك يؤسس ثقافة سعودية مشتركة للذكور و الإناث، و يدلل على أننا نجيد تأييد استقلالنا بالعلم و العمل التنموي للمرأة. [email protected]