لقد حذَّر الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم من الاختراع في الدين أو من النقص منه ومن الزيادة عليه، لأن الدين الحق هو الذي يلتزم فيه المسلم كل ما جاء عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إنما هو من عند ربه، والله تعالى قد أمرنا باتباع رسوله الأمين فقال "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" وقال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفوررحيم". وكما يقول المفسرون إن هذه الآية الكريمة صريحة كل الصراحة في بيان أن محبة الله تعالى لعبده لدليل عليها هو اتباع الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في عباداته وفي معاملاته وفي أحكامه وفي آدابه وفي كل شأن من شؤون حياته المباركة! وعندما بويع عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أيها الناس إنه ليس بعد نبيكم صلَّى الله عليه وسلَّم نبي ولا بعد كتابكم كتاب ولا بعد سُنَّته عليه السلام سنَّة ولابعد أمتكم أمة" ألا وإن الحلال ما أحلَّه الله في كتابه على لسان نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم وإن الحرام ما حرَّمه سبحانه وتعالى على لسان نبيه عليه السلام! ألا وإني متَّبع ولست مبتدعاً! تلك هي قاعدة الذي من انطلق منها ربح ومن اتخذ قاعدة غيرها خسر، وإن ما أصاب المسلمين اليوم من تكالب أعدائها عليها سببه البُعد عن قاعدة الإسلام.