كشف فريق علمي ألماني أنه تمكن من تحديد كيفية عمل الجينات المسؤولة عن الهوية الجنسية لدى الفصائل المختلفة، من خلال رصد تأثير جينات معينة تحمل اسم Fox12، التي تدفع نحو ظهور المبيض لدى الإناث، والتي يمكن في حال إزالتها تحويل المبيضات إلى خلايا ذكورية. وذكر الفريق أن الاختلافات بين الجنسين هي أصغر مما يظنه البعض على مستوى الجينات، بل إن بإمكان العلماء تغيير جنس كائن ما بعد تعديل جيناته بحيث تتحول خلايا المبيض الأنثوية إلى خلايا تناسلية ذكورية. وقال ماتيوس تريير، كبير العاملين على البحث في مختبر علوم الأحياء الأوروبي بمدينة هايدلبيرغ الألمانية، إن هذه النتائج ستفيد في تحديد الهوية الجنسية الحقيقية للمواليد الذي تدور شكوك حول انتمائهم، كما ستوضح أسباب وصول بعض النساء إلى "سن اليأس" في فترات مبكرة من حياتهن. وأوضح تريير أن فريقه راقب مجموعة من إناث الفئران في المختبر بعد إزالة Fox12 من جيناتهن، واتضح له أنهن طورن مبيضات أنثوية كاملة، لكنها كانت تضمر مع التقدم في العمر. وأضاف العالم الألماني أنه بعد مراقبة مكثفة لمجموعة أخرى من الفئران ظهرت بوضوح في خلايا الإباضه أشكال أسطوانية عادة ما تكون موجودة في أنسجة القضيب، كما بدأت بعض تلك الخلايا بإفراز هرمون الذكورة "التستستيرون." وبحسب تريير، فإن جينات Fox12 لدى الإناث تمتلك من القوى ما تجعلها تتغلب على جينات أخرى تحمل اسم Sox9، ولدى غياب الجينات الأولى أو تعطيلها تقوم الثانية بالتحرك بحرية وتغيير هوية خلايا المبيض لتجعلها خلايا ذكورية. من جهته، علق روبن لوفلبدج، العامل في المؤسسة الوطنية البريطانية للأبحاث العلمية، على نتائج البحث بالقول إن يقلب مفاهيم الانتماء الجنسي رأساً على عقب، لأنه يكشف إمكانية تغيير جنس المخلوقات بشكل كلي حتى بعد تقدمها في السن. وأكد لوفلبدج أنه سيقوم بتأليف فريق علمي في لندن لمعرفة ما إذا كان بإمكان العلماء القيام بالعملية بصورة عكسية، عبر تحويل خلايا الذكورة من خلال التلاعب بالجينات.