- فارس ناصر - أعلن الجيش التشادي مقتل 13 من جنوده، و 73 عنصرا من مقاتلي الجماعات المسلحة في معارك عنيفة شمالي مالي الجمعة، في وقت أعلنت واشنطن نشر طائرات في النيجر لمؤازرة عمليات القوات الفرنسية في مالي. وأشارت رئاسة الأركان في تشاد في بيان إلى أن "الجيش التشادي دمر خمس آليات وقتل 73 جهاديا، وهو ينعي 13 جنديا سقطوا في ساحة الشرف إضافة إلى سقوط خمسة جرحى". يأتي ذلك بعد ساعات على تعرض متمردي الطوارق في مالي الذين يتعاونون مع الجيش الفرنسي في شمال شرق البلاد، لعملية انتحارية أسفرت عن خمسة قتلى، فيما كان الجيش المالي يحاول "تطهير" غاو، أكبر مدينة في الشمال تسلل إليها الإسلاميون. وقد نفذت العملية الانتحارية بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان في مدينة أنهاليل القريبة من تيساليت قرب الحدود الجزائرية، واستهدفتا عناصر من الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وهذه المنطقة في سلسلة جبال إيفوغاس بين كيدال وتيساليت، تستخدم ملجأ لعدد كبير من الإسلاميين المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين يلاحقهم الجيش الفرنسي منذ أسابيع، وهي أيضا مهد الطوارق. وغادرت القوات الفرنسية محيط بلدية مدينة غاو، بعد اشتباكات مع مسلحين أسفرت عن مقتل نحو ثلاثين شخصا. ورصد مراسل سكاي نيوز عربية آثار الاشتباكات والقتلى في مبنى البلدية بالمدينة التي نجح الفرنسيون في طرد المسلحين منها. طائرات من دون طيار نشرت الولاياتالمتحدة عددا من الطائرات من دون طيار في النيجر لمؤازرة القوات الفرنسية في مالي بطلعات مراقبة فوق منطقة النزاع، حسب ما أعلن مسؤول أميركي الجمعة. وأوضح هذا المسؤول لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم كشف اسمه أن هذه الطائرات متمركزة في قاعدة في نيامي حيث ينتشر حوالى مائة من عناصر سلاح الجو الأميركي. وأضاف المسؤول "بالتوافق مع شركائنا في المنطقة، هذا القرار يتيح لنا القيام بعمليات للاستخبار والمراقبة والتعرف داخل المنطقة". وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق الجمعة أن 40 عسكريا أميركيا إضافيا أرسلوا إلى النيجر بهدف "تقديم دعم في مجال جمع المعلومات وتبادلها مع القوات الفرنسية التي تشن عمليات في مالي، إضافة إلى الشركاء الآخرين في المنطقة". وقال في رسالة إلى مسؤولين رفيعي المستوى في الكونغرس "في المجموع نشر حوالى 100 طاقم عسكري أميركي في النيجر". لكن مسؤولين أكدوا أن هذه الطائرات من دون طيار التي أرسلت إلى النيجر لن تكون مجهزة بصواريخ وستستخدم فقط لأنشطة تجسس على المقاتلين المتشددين في مالي. وكان مسؤولون أميركيون أكدوا أنهم يأملون في إقامة قاعدة للطائرات بدون طيار في النيجر لتعزيز مراقبة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحلفائه، في اقتراح رحبت به النيجر. وقالت واشنطن إن التنظيم الذي كان من الحركات التي سيطرت على شمال مالي قبل 10 أشهر، يتوسع في المنطقة، وأصبح يشكل تهديدا أمنيا شاملا.