وصل جنود فرنسيون وتشاديون إلى بلدة تيساليت أقصى شمال شرقي مالي، آخر معقل للجماعات الإسلامية المسلحة والذي يبعد نحو 90 كيلومتراً من حدود الجزائر. وأعلن مصدر أمني مالي سيطرة الفرنسيين والتشاديين على مطار تيساليت، مشيرين إلى هبوط قوات فرنسية خاصة بالمظلات للسيطرة على مهبط للطائرات، وإرسال 50 جندياً إضافيين لتأمين المنطقة. وقبل توجههم إلى تيساليت توجه عدد كبير من الجنود الفرنسيين والتشاديين إلى بلدة اغيلهوك التي تبعد 160 كيلومتراً من شمال مدينة كيدال، واستهدفت بلدتا اغيلهوك وتيساليت اللتان تقعان في منطقة ايفوغاس الواسعة التي تضم جبالاً ومغاور لجأ إليها عدد كبير من قادة الجماعات الإسلامية ومقاتليها، بغارات جوية فرنسية كثيفة في الأيام الأخيرة، ركزت على مخازن لوجستية ومراكز تدريب للإسلاميين. في غضون ذلك، أعلن رئيس الهيئة الحكومية الروسية للتعاون العسكري مع الدول الأجنبية ألكسندر فومين أن بلاده تورد أسلحة خفيفة إلى الجيش المالي الذي يقاتل المتمردين الإسلاميين. وأوضح أن الأسلحة تشمل بنادق رشاشة وقاذفات قنابل «أر بي جي»،علماً أن تقارير غربية تحدثت عن ارتكاب الجيش المالي تجاوزات ضد سكان أقليتي الطوارق والعرب. وفي باريس، أفادت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بأن مسؤولين وأكاديميين أفارقة سيجتمعون في 18 الشهر الجاري لبحث سبل إصلاح الأضرحة والمخطوطات القديمة في مالي التي دمرها إسلاميون وحمايتها. وتعتقد «يونيسكو» بأن إجراءات أنقذت معظم نحو 300 ألف نص يعود تاريخها لمئات من السنين، وتتنوع بين أطروحات علمية وفواتير تجارية قديم، رغم فقدان نحو ألفي مخطوطة من معهد «أحمد بابا» الذي نهِب في تمبكتو (شمال). تمثل المخطوطات المكتوبة بخطوط مزخرفة خلاصة وافية في المعرفة الإنسانية من القانون والعلوم والطب إلى التاريخ والسياسة، ما يبرهن، وفق أكاديميين، على أن أفريقيا تملك تاريخاً مكتوباً منذ عصر النهضة الأوروبية على الأقل. وقالت أرينا بوكوفا، المديرة العامة ل «يونيسكو»، إن المنظمة ومقرها باريس سترأس الاجتماع، وتوفد خبراء إلى مالي لتقويم حجم الأضرار، كما ستسعى إلى جمع تمويل لتصوير النصوص الناجية بالمسح الضوئي، والحفاظ عليها. وأضافت: «الأضرار التي ألحقها المتمردون بالتراث المادي لمالي تقدر بنحو 5 ملايين دولار، لكن يصعب تقويم كلفة ترميم الأضرحة، وتحويل عشرات الآلاف من المخطوطات إلى صيغة رقمية.