- أكدت وزارة الدفاع الروسية أن غارتها على أحد مواقع جبهة النصرة بسوريا، تسببت في إصابة زعيمها أبومحمد الجولاني بجراح خطيرة، ودخوله في حالة غيبوبة. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، الخميس (5 أكتوبر 2017)، إن الطيران الروسي نفذ غارة دقيقة، بعد ورود معلومات استخبارية، أدت إلى مقتل عدد من قيادات جبهة النصرة، موضحًا أن تلك الضربة أدت إلى ارتباك في صفوف الإرهابيين في جميع مناطق محافظة إدلب. وكانت تقارير روسية ذكرت أمس، أن مساعد الجولاني أصيب في الغارة وقُطعت يده. وطبقًا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، فقد أدت الغارة إلى مقتل 49 شخصًا من "النصرة" منهم قادة كبار، إضافة إلى إصابة الجولاني الخطيرة، وهو ما سيضعف التنظيم؛ إما بسبب الصراع على خلافة الجولاني، أو بسبب هدوء الأوضاع في سوريا مع تطبيق مناطق خفض التوتر، وتركيز الجهود الدولية على محاربة التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة، خاصةً مع تقلص المساحات التي يسيطر عليه التنظيمان. والجولاني (أسامة العبسي الواحدي - 36 عامًا) وُلد في بلدة الشحيل بمدينة دير الزور السورية، ودرس فى كلية الطب بجامعة دمشق عامين، ثم ذهب إلى العراق ليبدأ رحلته مع تنظيم القاعدة في فترة أبومصعب الزرقاوي. وارتقى بسرعة في صفوف تنظيم القاعدة حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، وبعد اغتيال الأخير في غارة أمريكية 2006، خرج الجولاني من العراق إلى لبنان، ثم عاد مرة أخرى إلى العراق، واعتقلته القوات الأمريكية في سجن "بوكا"، ثم أطلق سراحه في 2008. وبعد اندلاع الثورة السورية، عاد الجولاني إلى سوريا، وشكَّل "جبهة النصرة" في 2012 ، وهى أحد أفرع تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري، وبعد فترة وقعت انشقاقات ليخرج من رحمها تنظيم داعش، وفشلت محاولات الظواهري في الصلح بين التنظيمين، لينطلق داعش مؤسسًا دولته المزعومة في سورياوالعراق قبل أن تنهار مؤخرًا. وفي محاولة لقبولها كأحد اللاعبين في سوريا، غيرت جبهة النصرة اسمها إلى "هيئة تحرير الشام"، معلنةً انفصالها عن القاعدة، لكن تلك المحاولات لم تنجح في تحسين صورتها، وظلت مصنفةً منظمةً إرهابيةً هي وتنظيم داعش، ومُستهدَفتين من قبل التحالف الدولي وروسيا. وعانت جبهة النصرة مؤخرًا من انشقاقات بداخلها؛ حيث انسحب عبدالله المحيسني ومصلح العلياني من التنظيم. وفي حالة وفاة أو عجز الجولاني، فإن "النصرة" ستشهد صراعًا بين قادتها لملء مكانه. ومن أبرز الأسماء المرشحة لخلافته، أبوحمزة بنش، وأبوجليبيب الأردني، وسامي العريدي.