ظهر الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح بحالة رثة في الحوار الفضائي الذي أجرته معه قناة (الميادين) من صنعاء. ووقع الرئيس المخلوع في كم كبير من التناقضات أثناء الحوار فتارة يبرئ نفسه من قيادة الجيش والانقلاب على الشرعية ويتهم الحوثيين بذلك، وتارة أخرى يعلن أن الجيش والمجاميع الشعبية تحت إمرته. صالح الذي ظهر مرتبكاً بدا إنه يعاني من حساسية شديدة في منطقة (الوجه) و(الذقن) لدرجة أنه قام بحك هذه المنطقة ( 117) مرة أثناء الحوار الذي استمر (74) دقيقة، وبحسب تفسير خبراء لغة الجسد" أن وضع المتحدث يده على فمه أثناء الحديث فيه دلالة عميقة على الكذب وعدم التأكد من صحة ما يقول"، كما أن حك المخلوع ل(وجهه) أثناء الحديث تفسره لغة الجسد أيضاً بأنه " دلالة على الشعور بالقلق والتفكير، ومحاكمة الأمور مع محاولة اتخاذ قرار في ظروف نفسية صعبة"، وكذلك (حك العينين) يشير إلى الشك وعدم الثقة بالنفس. وبمقارنة بين الظهور الأخير وظهوره السابق في 29 مايو الماضي يتضح أن المخلوع كان متوتراً، وبدا على ملامحه الحيرة والتردد، إلا أن السمة التي لازالت تلازمه منذ فترة حكمه لليمن هي محاولة إظهار نفسه بأنه السياسي المحنك القارئ الحصيف لدهاليز الأحداث في الوقت الذي سقطت فيه ورقة التوت وانكشفت ألاعيبه أمام الشعب اليمني الذي وصف أفراده ب(الثعابين) في سياق حديثه عن فترة حكمه في الحوار. ومن خلال الحوار الذي يتضح أنه أجري حديثاً وتحديداً بعد سيطرة التحالف العربي والمقاومة الشعبية على مأرب، بدا صالح كحمل وديع يشعر بالخطر معلناً (الخضوع لقرار مجلس الأمن 2216) وتعهده بالرضوخ لمطالب التحالف بعد إيقاف العمليات العسكرية، ثم إعلان استقالته من رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام – دون التطرق لقرار عزله من قبل أعضاء المؤتمر -. الملفت أيضاً أنه تطرق إلى دخول التحالف صنعاء في أكثر من سياق وأن النهاية ستكون بحمله سلاحه الذي يملكه. ومن متابعة خفايا حديث المخلوع نستطيع أن نلمس علاقة توتر كبيرة قائمة بينه وبين عبدالملك الحوثي، حيث حمل الحوثيين مسؤولية الانفجار بصاروخ (أرض - أرض) الذي راح ضحيته شهداء قوات التحالف في مأرب، وأدان ذلك الحادث وقطب حاجبيه!، كما أكد أن الجيش والميليشيات الموجودة الآن على الأرض جميعها تدار من قبل الحوثيين. واعترف المخلوع الذي ذكر بأنه يقيم في (سنحان) بوجود علاقة بين الحوثيين وإيران مفصلاً هذه العلاقة بأنها تتمثل في بعثات تعليمية وهبات مالية، وأنه على اطلاع على هذه العلاقة منذ أن كان رئيساً. المخلوع لم يكن لديه ما يقدمه ليحفظ ماء وجهه الذي كان رثاً في الحوار ولازالت نوبات (البرانويا) تداهمه بين فينة وأخرى وإن كانت أقل من الماضي، حيث يشعر المشاهد بأن المتحدث أمامه يتقمص في أحيان شخصية رئيس الجمهورية ثم ينفصل عن الشخصية، ويقدم نفسه كخبير استراتيجي وعسكري وعندما يشعر بالضعف ويعود إلى واقعه المرير الذي يعيشه ويرفع راية الاستسلام البيضاء مطأطئاً رأسه متجرعاً كأس الخسارة وجسد هذا المشهد أثناء الحوار وهو يشير إلى لسانه ويقول:" ليس لدي لا مدفع ولا دبابة أنا فقط لدي هذا". اليمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي استقبلوا لقاء المخلوع بنوع من التهكم والسخرية وأكدوا أن هذا اللقاء ربما هو اللقاء الأخير له ولحياته السياسية الفاشلة. وعلق المستشار الصحفي لمكتب الرئاسة اليمنية مختار الرحبي على تصريحات المخلوع :" مايزال يراوغ ويكذب ويحاول شق الصف الخليجي ويحاول استعطاف الشعب اليمني لكن أصبح الجميع يعرفة جيدا". ومن جهته كتب المحلل السياسي ياسين التميمي:"لقد ظهر المخلوع عفاش سياسياً خائباً، وقائداً خائر القوى.. ظهر قلقاً متوتراً وفاقداً للمصداقية بقوله الشيء ونقيضه،