أكدت أمسية تربوية أهمية طب الأسرة والمجتمع كون طبيب الأسرة يعتبر المستشار والمرشد الصحي لجميع أفراد الأسرة والمجتمع يهدف لتعزيز صحة الأصحاء ومعالجة أمراض المرضى. جاء ذلك خلال أمسية قدمها الدكتور مروان عبدالرحمن باكرمان استشاري طب الأسرة والمجتمع مدير اللجنة الصحية بجمعية البر بجدة بعنوان "طب الأسرة" ضمن الملتقى التربوي الثالث لأولياء الأمور والذي أقيم تحت شعار "أسرتي مشروع حياتي" ونظمته الأمانة العامة لجمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة بالتعاون مع مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية والغرفة التجارية الصناعية بجدة. حيث أكد الدكتور مروان باكرمان بأن طب الأسرة يتميز بكونه يقدم العناية الطبية لكل أفراد المجتمع وطبقاته باستمرار، ويهتم بالفرد والمجتمع بجميع مستوياتهم وأعمارهم. وأوضح د. باكرمان بأن طب الأسرة يعنى بكل الأمراض وبشكل خاص الشائعة التي تعتبر أكثر في المراجعة الطبية، مبيناً بأن هذا التخصص يتميز بكونه خط الدفاع الأول والمرحلة الأولى في الخدمة الطبية ويعتبر حجر الأساس في المنظومة الطبية، ويهدف إلى سهولة الوصول والحصول على الخدمة الطبية وبالتالي يخفف العبء على المستشفيات والمراكز الصحية، مبيناً بأنه يشمل تشخيص الأمراض المزمنة والحادة وعلاجها والتثقيف الصحي وتعزيز الصحة والوقاية والتأهيل الصحي والعناية المنزلية وتقديم الاستشارة والنصيحة الطبية والتنسيق مع التخصصات الأخرى إذا استدعى الأمر ومتابعته. واستعرض د. باكرمان قواعد الحفاظ على الصحة كونها رأس مال الإنسان الأول والأخير، عبر التغذية الجيدة والتي تعتبر أحد المفاتيح الرئيسة للصحة وتحقق باستهلاك طعام منوّع يؤمّن للإنسان العناصر الغذائية اللازمة، إضافة لعدم المبالغة في استهلاك الشحوم الحيوانية والتي تترسب على جدران الشرايين وتعوق سريان الدم أو قطعه كلياً وبالتالي يتسبب في يصاب المرء بأزمة قلبية أو دماغية إضافة للتقليل من الأغذية الغنية بالكوليسترول وتخفيف استهلاك السكاكر السريعة الامتصاص، وحذر من الإفراط في ملح الطعام. كما ركز د. باكرمان على أهمية تناول الأطعمة الغنية بالأليف وأهمية الحفاظ على الوزن الطبيعي حيث أن السمنة تشكل محطة لانطلاق أمراض عدة خصوصاً داء السكر وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن أهمية الرياضة البدنية والتي تعتبر ركناً مهماً للصحة لأن لها وقعاً طيباً على الجسم والعقل، فهي تقوي البنية، وتدعم جهاز المناعة، وتنشّط خلايا الدماغ، وتشحذ الذاكرة، وتخفف من الشعور بالإحباط والتوتر، وترفع من الروح المعنوية، وتعزز الثقة بالنفس، وتقوّي عضلة القلب، وتساعد على خفض أرقام ضغط الدم المرتفع، وتخفض من مستوى الكوليسترول، وتدب الحيوية في الجسم لأنها تجعل الدم ينساب بيسر وسهولة في العروق الدموية. أيضاً، فالرياضة تبعد شبح عدد من الأمراض، وتعين في التحكم في الوزن واستعرض د. باكرمان وصايا ونصائح لتجنب بعض أمراض العصر أبرزها تناول الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وتناول الفاكهة والخضار يومياً والابتعاد عن التدخين لأن التدخين ينتج عنه الإصابة بالجلطات القلبية وأمراض السرطان وأكل الحبوب مثل القمح والأرز وتناول الأسماك وممارسة رياضة المشي وقياس الوزن والطول بشكل دوري والتأكد أنه في الحدود الطبيعية والابتعاد عن الضغوط النفسية الكثيرة التي يعاني منها الكثير من الناس والتي تعتبر من أهم الأسباب التي تساعد على ظهور الكثير من أمراض العصر، محذراً من الانسياق وراء نمط الحياة السريع الذي يدفع الناس إلى الاستهتار بصحتهم. يذكر بأن هذه الأمسية تعتبر الثالثة ضمن ملتقى "أسرتي مشروع حياتي" حيث تناول الأستاذ زياد بسام البسام عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة دور الأسرة والمجتمع والإعلام في نشر ثقافة العمل الحر خلال أمسية تربوية قدمها بعنوان "شبابنا والأعمال"، كما قدم الدكتور عدنان مصطفى البار أستاذ نظم المعلومات وعلوم الحاسبات كلية الحاسبات وتقنية المعلومات جامعة الملك عبدالعزيز أمسية بعنوان "أبناؤنا والتقنية". من جانبه أوضح الأستاذ مالك غازي بن طالب مدير عام مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية بأن الملتقى التربوي لأولياء الأمور يسعى لتعريف الآباء والأمهات بالمستجدات على الساحة التربوية بما يحقق السعادة الأسرية بمفهومها الشامل بإذن الله تعالى، مشيراً إلى أن الملتقى المجاني يسعى لإكساب أفراد الأسرة مهارات جديدة بأسلوب سهل وميسر وفعال وايجابي يخاطب جميع الآباء والأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية. وأشار بن طالب إلى أن هذا الملتقى والذي يقام برعاية الشركة السعودية للاقتصاد والتنمية القابضة "سدكو"، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية مكتب جدة واتجاهات التميز يأتي امتداداً للملتقى الأول والثاني واللذان عقدا العامين الماضيين وحققا نجاحاً في استعراض العديد من المهارات التربوية اللازمة للآباء والأمهات. جدير بالذكر أن الملتقى التربوي لأولياء الأمور يتناول العديد من المحاور التربوية من أبرزها الشباب والأعمال والتقنية وطب الأسرة وصحة الأطفال والثقافة والإعلام ويتضمن رسائل هامة تخاطب أولياء الأمور من الجنسين.