- تظل أصالة الاتحاد وعراقته التي أنهت عامها ال88 اليوم سمة مميزة يتفرد بها هذا النادي العميد. فهما نتاج طبيعي لذلك الإصرار الصخري على تحديد الهوية الاتحادية مع تباشير الإرادة التاريخية في جدة عام 1347ه, حيث عقد مجموعة من الشباب اجتماعا خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريقهم الجديد وضم الاجتماع كلا من: عبدالصمد نجيب، وعثمان باناجة، وعبدالعزيز جميل، وعبداللطيف جميل، وإسماعيل زهران، وحمزة فتيحي، وعلي يماني، وأحمد أبو طالب، وبحث الاجتماع مسألة تأسيس ناد جديد واختيار اسمه ورئيسه وذلك ضمن المهام التأسيسية الأخرى. واستقر الرأي على اختيار اسم (الاتحاد) وللتاريخ نذكر أن أول من فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبدالعزيز جميل وتم انتخاب علي سلطان رئيسا للنادي. ووفقا لصحيفة عكاظ كانت بداية الاجتماعات حول تكوين النادي قد تمت في رجب من عام 1346ه واستقر الرأي مع ذلك أن يعتمد التأسيس مع مطلع عام 1347ه وهذه كانت رواية حمزة فتيحي أحد أبرز مؤسسي نادي ونشط الاتحاديون فور فراغهم من اختيار رئيس النادي في البحث عن مدرب الفريق، وفي تلك الأيام عاد إلى جدة صالح سلامة وقد كان يعمل بالهند حيث تعرف على كرة القدم هناك عن كثب ودرس بعض فنونها، وحين عرضوا عليه مهمة تدريب الفريق أبدى موافقته الفورية، وهكذا تم تعيينه مدربا للفريق. وتم تشكيل مجلس الإدارة من الآتية أسماؤهم: صالح سلامة - مدربا وقائدا عبدالعزيز جميل - سكرتيرا عبدالرازق عجلان - عضوا عباس حلواني - عضوا عثمان باناجة - عضوا عبدالله بن زقر - عضوا زهران إسماعيل - عضوا عبد الله جميل –عضوا تعتبر المباراة التي أقيمت بين فريقي الرياضي والاتحاد عام 1349ه هي أول لقاء بين فريقين سعوديين ولذا فتلك المباراة كانت تاريخية. كان فريق الرياضي هو الفريق الأم الذي انبثق منه فريق الاتحاد ومع أن الفارق في مدة التأسيس شهور وإن كان لاعبو الاتحاد هم لاعبون سابقون في الرياضي فإن الرياضي أصبح يرى في الوليد الجديد خطرا عليه. أقيمت تلك المباراة التاريخية وسط أجواء ساخنة ملتهبة وانتهت بهزيمة الرياضي 3/0 وسجل الأهداف كل من علي يماني وحمزة فتيحي وحسن كامل، وما لبث الرياضي أن حل نفسه متأثرا بتلك الهزيمة القاسية. تجدر الإشارة إلى أن شعار الرياضي هو الأحمر والأبيض (مخطط طولي) ولو أن الرياضي استمر لأصبح عميدا للأندية السعودية. أصبح الاتحاد فريقا مهابا، وقد قادت انتصاراته الأخيرة الشيخ أحمد ناظر إلى دعوة فريق جدة للتباري على نيشان من الذهب الخالص باسم نجله فؤاد ناظر، وقد لبى دعوته فريقا الاتحاد والمختلط، وأقيمت مباراة ساخنة بين الفريقين في يوم الجمعة 29/10/1351ه وحضرها جمهور كبير من مشجعي الفريقين، وفاز الاتحاد في هذه المباراة أيضا وأحرز النيشان الذهبي، وكانت هذه أول جائزة يحصل عليها الاتحاد في تاريخه، وقد بدأ الاتحاد طريقة كما رأينا بالذهب. مثل فريق الاتحاد في تلك المباراة نخبة رائعة من نجوم ذلك الزمان هم: طموش، وعبدالصمد نجيب، وعثمان باناجة، وغريب رشاد، وزهران إسماعيل، وعلي يماني، والسيد عبدالله، وحسن كامل، وحمزة فتيحي، وآخرون. حينما ازدادت علاقات المملكة التجارية والثقافية مع أرجاء المعمورة، اتسع نشاط ميناء جدة فأصبحت تزوره السفن التجارية والبوارج الحربية وذلك قبيل الحرب العالمية الثانية وكل ناقلة من تلك الناقلات كان من ضمن بحارتها من يمارسون كرة القدم وكانت السفن تنتهز فرصة رسوها بالميناء ليوم أو يومين فتتبارى الفرق التابعة لها وديا مع أندية جدة وكان ذلك منذ عام 1354ه وكان الاتحاد وقتها جاهزا للقاء مثل تلك الفرق بعد أن تسيد على أندية جدة بتغلبه عن فرق الجاليات الصومالية واليمنية والسودانية والإندونيسية والفرق الوطنية المختلفة. استهل الاتحاد لقاءات البوارج مع فريق البارجة هاستنجس لكرة القدم وكان هناك تخوف من الفريق الإنجليزي باعتبارهم مخترعو كرة القدم لكن سرعان ما تبدد هذا الخوف بمجرد نزول الاتحاديين أرض الملعب، وقد تألق في تلك المباراة لاعب الاتحاد الموهوب إبراهيم حمبظاظة وكان يلعب بالسويس كما تألق أيضا القناص حسن كامل. ورفعت نتيجة التعادل مع فريق البارجة الإنجليزية من معنويات فريق نادي الاتحاد ذلك أن تاريخ الكرة الإنجليزية في ذلك الوقت كان يربو على نصف قرن بينما كان تاريخ ممارسة فريق الاتحاد لكرة القدم لا تتعدى سنواته عدد أصابع اليد الواحدة. أثار فوز الاتحاد على فريق البارجة البريطانية غيرة المولود الجديد فريق الأهلي، حيث تقدم هذا الأخير إلى الاتحاد بطلب إقامة مباراة بينهما وذلك في أول عام على تأسيس الأهلي 1357ه وافق الاتحاديون على الطلب الأهلاوي لكنهم دفعوا بالصف الثاني لمواجهة الأهلي، وانتهت المباراة بالتعادل، وبعد ذلك وقع ما يشبه التحدي بين رئيس الأهلي حسن شمس وقائد الاتحاد حمزة فتيحي، وإزاء هذا التحدي لعب الاتحاد المباراة الثانية بكامل نجومه وفاز بالمباراة وبعد هذه المباراة أصبح الأهلي يتجنب ملاقاة الاتحاد واستمر ذلك لأكثر من أحد عشر عاما. رست البارجة البريطانية جون هور في ميناء جدة عام 1369ه فكانت فرصة سانحة لفريق الاتحاد الجديد للتباري مع فريق كرة القدم التابع للبارجة وعلى الرغم من فنيات ذلك الفريق الإنجليزي العالية استطاع فريق الاتحاد الفوز عليهم بنتيجة 2/1 وجذبت تلك المباراة اهتمام سمو الأمير عبدالله الفيصل لفريق الاتحاد وكل من عبدالوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع. وكانت تلك المباراة أول شرارة حب لكرة القدم ولنادي الاتحاد في قلب سمو الأمير عبدالله الفيصل. ساهم بالاعتراف بالرياضة رسميا ساهمت مباراة الاتحاد مع فريق البارجة البريطانية في زيادة اهتمام الأمراء والأعيان بما يقوم به هذا الفريق وما يقدمه من نتائج رياضية مشرفة فأخذت الرياضة تدخل منعطفا جديدا من خلال مساهمات الأمراء والأعيان في دعم الرياضة ماديا ومنعويا وبالتالي تمهيد الطريق لتنظيمات رسمية مستقبلية تحت إشراف الدولة. في مطلع السبعينيات الهجرية وصلت إلى ميناء جدة البارجة الإنجليزية شيفرن وتبارى فريقها لكرة القدم في 3/3/1370ه مع فريق الاتحاد في لقاء ودي انتهى لصالح الاتحاد بهدف صاروخي سجله اللاعب عصمت على إثر تمريرة ذكية من صالح زهران أسود. وكان لهذا الحدث التاريخي الذي سجله الاتحاد لأول مرة أثره البعيد في تطور الرياضة بالمملكة لاسيما بعد تألقه أمام فريق البارجة شيفرن التي أحرزت عدة بطولات وكؤوس أثناء تجولها في الخليج العربي والبحر الأحمر. النجاح الذي تحقق في لقاءات منتخبات المناطق كأول نشاط رسمي تنظمه وتشرف عليه إدارة الشؤون الرياضية في بداية السبعينيات فتح أمام الأمير عبدالله الفيصل أبوابا جديدة من الأمل في القيام بخطوة نجاح أخرى، ولكن هذه المرة على مستوى الأندية، فكانت البداية مقصورة على أندية مكةالمكرمةوجدة فقط، وذلك لتقارب المستوى الفني بين الفرق، ولضمان إنجاح أول تنظيم رسمي للمباريات بنظام الدوري، حيث قدم الأمير عبدالله الفيصل كأسا فضية للبطولة، وقد اقتصر الدوري على مشاركة أندية: الاتحاد، أهلي مكة، الثغر (الأهلي حاليا)، الهلال البحري، الوحدة، وقص الاتحاد وأهلي مكة شريط الافتتاح بلقاء بينهما انتهى بتعادلهما بهدفين لكل منهما، ووصل الثغر والاتحاد إلى مباراة البطولة التي جرت يوم الجمعة 24/8/1372ه على ملعب الصبان بجدة، وتعادل الفريقان في الوقت الأصلي من المباراة، واقترح الأمير عبدالله الفيصل أن يلعب الفريقان وقتا إضافيا مقداره 40 دقيقة لحسم الموقف وتحديد الفائز، واستطاع الاتحاد أن يفوز على الثغر (الأهلي حاليا) بهدفين مقابل هدف وقام سمو الأمير عبدالله الفيصل بتسليم كأسه الفضية لكابتن الاتحاد.