ينصح علماء أمريكيون الناس بأن يكونوا أكثر تفاؤلاً في حياتهم لأن ذلك يجعلهم أقل عرضة لمخاصر الإصابة بالسكتة الدماغية. وقال الباحث إريك كيم من جامعة ميتشيغن: "تفسير هذه الظاهرة قد يعزى لعوامل الحماية من السكتة التي تطيل قائمة الفوائد الصحية المرتبطة بكون المرء متفائلاً"، مشيراً إلى أن دراسات عديدة سابقة أثبتت أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً يتمتعون بجهاز مناعي أكثر صحة وقدرة أكبر على التئام الجروح ومخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب. وفي الدراسة الجديدة التي نشرت أخيراً، دقق كيم وفريقه في بيانات دراسة الصحة والوصول لسن المعاش والتي فحصت الحالة الصحية لعينة من الشعب الأمريكي في أعمار تتجاوز الخمسين. وركز الباحثون على نتائج اختبارات معيارية عن التفاؤل ل6044 رجلاً وامرأة لم يُصب أي منهم بالسكتة عند بداية الدراسة. وقد كان مقياس التفاؤل عند 16 نقطة على الميزان. وقد قام المشاركين بتقييم صحتهم بأنفسهم فيما تتبع فريق البحث حالتهم لمدة عامين، وفي خلال تلك الفترة أصيب 88 شخصاً من أفراد العينة بالسكتة الدماغية، وبعد أخذ العمر في الاعتبار تبين أن كل وحدة زيادة في تفاؤل الشخص على المقياس تقلل من مخاطر السكتة بنسبة 9% تقريباً. وراعى الباحثون في دراستهم عوامل أخرى مؤثرة مثل التدخين وشرب الخمور والمعاشرة الجسدية والحالة الاجتماعية ونوعية الجنس (ذكر أو أنثى) وضغط الدم والأمراض المزمنة والأمراض العقلية وكتلة الجسم ومستوى النشاط البدني، مع ذلك وجدت الدراسة علاقة قوية بين شعور الشخص بالتفاؤل وتقليل مخاطر التعرض للسكتة الدماغية. وبحسب الباحثين فإن ذلك قد يرجع إلى حقيقة أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً وأملاً في الحياة هم الأكثر حرصاً على صحتهم. وربما يعزا الأمر كذلك لتأثير بيولوجي لأن الاكتئاب والإحباط، وفقاً لفريق البحث، قد يؤثران على وظائف الجسم الحيوية وبالتالي يمكن أن يكون للتفاؤل التأثير البيولوجي نفسه ولكن بشكل إيجابي. ويأمل الباحثون في استكمال دراستهم للتركيز على الأسباب الكامنة وراء هذه الصلة بين الشعور بالتفاؤل وتقليل مخاطر الإصابة بالسكتة. وترى د. مارتين سليجمان، مديرة مركز علم النفس الإيجابي بجامعة بنسلفانيا، أن الدراسة تمثل كشفاً كبيراً، موضحة أن دراسات سابقة ربطت بين الشعور بالتفاؤل والحماية من أمراض القلب.