مراحل فرح منتظر واستعدادات حثيثة وترقب لحياة جميلة ، قلبٌ صغير ينبض بالسعادة والفرحة وها هو اليوم المنتظر ! تُزف العروس تلك الفتاة الجميلة ذات الخلق الرائع تملك جُل صفات الكمال ( خلقٌ حسن وتدين وعفاف وعفة ليست ذات لسانٍ سليط ولا مجادلة بشهادة اهل الدين في حيها ) لتعيش ساعات الفرحة والسرور ثم تفيق تلك العروس على مالم يخطر ببالها ليرتاب قلبها الوجل فتسارع لبث شكواها وما هي إلا أيام مرت سريعة وكأن هناك زفافٌ مختلف ليس كسابقه ابداً فيضج به العالم بأسره ! تُضرب تلك العروس ويهشم رأسها ويُدهس ذلك الجسد الطاهر ؛ مرة تلو أخرى دون وجه حق ثم يرمى على جانب الطريق هكذا بكل سهوله !! ايّ قلب بشري يحمله ذاك المجرم !! نعوذ بالله من قلب كهذا ، قلبٌ قاسي لم يرعى حق الله عليه فيمن استأمنته على حياتها ، وبعد هذه الجريمة البشعة يأتي جبر الله سبحانه ويأتي موعد الزفاف الحقيقي لتُزف عروسنا روان الغامدي على رؤوس الاشهاد تزفها القلوب ودمع العين تزفها الدعوات الصادقة وتكون عنوان لخطبة اعظم يوم وهو يوم الجمعة ، ويتسابق الجميع من أجلها وكأن المصاب واحد وهذا بلا شك فنحن ابناء بلد واحد ودين واحد ، نسال الله بجلاله وجماله وعظمته واحسانه أن يرحم روان وجميع موتى المسلمين وأن يعوضها خير العوض وأن يجعلها في الفردوس الاعلى من الجنة . ▪️وختامًا لابد من وقفات مع هذه الجريمة : أولاً: ضرورة الصدق عند التقدم للخطبة ومراعاة أن هذه أمانة سوف يسأله الله عنها . ثانيًا : أخذ الوقت الكافي للسؤال والتقصي عن الخاطب . ثالثًا : عدم التردد في رد الخاطب عند الشك به أو ( عدم ارتياح القلب فإن بصيرة القلب نافذة ) . رابعًا : على الجهات الحكومية زيادة شرط الصحة النفسية وكذلك تحليل الكشف عن المخدرات ( خطرها عظيم وقد ظهر مؤخراً بشكل كبير جداً ) . خامسًا: وهذا هو الأهم اللجو إلى الله تعالى بالدعاء والخيرة والتفويض له سبحانه . واختم بنقطة مهمه جداً جداً علينا جميعاً أن نُمسك ألسنتنا في الخوض في الأعراض ( فإنها من أعظم الذنوب عند الله تبارك وتعالى ) . فإن حرمة الميت كحرمته وهو حي وعلى من يريد الدفاع أو الخوض أن يفكر قبل أن يكتب حرفاً قد يفتح عليه سخط الله قبل سخط عباده . ونحن جميعًا على يقين بعدالة حكومتنا الرشيدة ونزاهة محاكمنا وقضاتنا نسأل الله لهم المزيد من التوفيق والسداد والقوة على الحق.